التخطي إلى المحتوى


09:37 م


الخميس 06 أكتوبر 2022

كتب – محمد عطايا:

في 9 أكتوبر 1973؛ صرح قادة الجيش الإسرائيلي أن الوضع في سيناء “سييء سييء للغاية وهناك الكثير من الخسائر، ولا أحد يعرف كم عددها”، وفوجئ وزير الدفاع الإسرائيلي حينها، موشيه ديان، بهروب قائد الفرقة 162 الإسرائيلية، تاركًا خلفه 50 دبابة.

ومع استمرار التفوق المصري في الحرب؛ قال ديان: “نحن نفتقر إلى القادة الجيدين ذوي الخبرة”، واقترح الاستعانة بجنود إسرائيليين من الخارج، أو حتى تجنيد كبار السن والشباب للقتال أمام المصريين. فيما ذهبت رئيسة الوزراء حينها جولدا مائير إلى اقتراح فكرة أخرى.

أصيب الجيش الإسرائيلي بـ”حزب وكآبة وتشاؤم” خلال حرب أكتوبر، وظهرت قاداته عاجزة أمام التقدم المصري يومًا عن يوم، وذلك وفقًا لوثائق كشفت إسرائيل عنها السرية ونشرتها صحيفة “هآرتس”.

“كارثة واستغاثة”

ديفيد ألعازر

نشرت الصحيفة العبرية، الوثائق السرية عن الجيش الإسرائيلي لتوثيق حرب أكتوبر، وذكرت أن الجيش الإسرائيلي أصابته حالة هلع في الأيام الأولى من الحرب.

وأوضحت “هآرتس” أن القادة استخدموا بعض الكلمات “القاسية”، مثل “كارثة واستغاثة”، تعبيرًا عن الخسائر التي لحقت بالجيش الإسرائيلي في الأيام الأولى للحرب وما بعدها.

وسجل رئيس هيئة الأركان للجيش الإسرائيلي حينها، ديفيد ألعازر، تصريحات له ولوزير الدفاع حينها وضباط آخرين، لتوثيق ذكرى الحرب التي مُنيت فيها إسرائيل بهزيمة قاسية.

ووصف الوضع على الجبهتين الشمالية والجنوبية الإسرائيلية بأنه “سيئ وسيئ للغاية”.

وفقدت إسرائيل خلال مهاجمتها سوريا العديد من الطائرات المقاتلة، ومعظمها كان من طراز فانتوم.

ومع محاولة الجيش الإسرائيلي رد الهجوم؛ قال أحد القادة: “كل البؤر الاستيطانية محاصرة ولا يمكن إخلاؤها، وليس هناك ما يشير إلى النجاح”.

اشتد التشاؤم في إسرائيل، يوم 8 أكتوبر 1973، بعدما أكد ألعازر أن “العديد من دباباتنا دمرت ببساطة”.

وقال موشيه ديان إن “الشعب والحكومة ليس لديهما أي فكرة عن الوضع.. ولن يكون هناك وقفًا لإطلاق النار إلا وفق رغبة العرب”.

في 9 أكتوبر، وصف ألعازر الوضع في سيناء بأنه “سييء للغاية”، قائلاً إن “هناك الكثير من الخسائر – لا أحد يعرف كم عددها”.

وأضاف أن “المصريين يعبرون.. كل شيء فظيع، إنه صعب للغاية علينا، نحن في كارثة”.

وانتقد دايان بشدة قائد الفرقة 162، قائلاً إنه “ترك (أدان) ورائه 50 دبابة”.

“فكرة مجنونة تمامًا”

جولدا مائير وموشيه ديان

ذكرت “هآرتس”، نقلا عن الوثائق الإسرائيلية، أن موشيه ديان أصيب بحالة من الذعر، ودعا إلى استبدال القادة وإحضار جنود يهود من الخارج كتعزيزات.

في الوقت نفسه؛ دعا “ديان” أيضا إلى التدريب القتالي لـ “كبار السن” و”الشباب” و”تجهيز الجالية اليهودية بأكملها في إسرائيل لتكون قادرة على تحمل الدبابات”.

وقال دايان: “لقد أصيب مجلس الوزراء الإسرائيلي بصدمة بعد معرفتهم بالوضع الحالي، لدرجة الخوف على صحة رئيسة الوزراء حينها، جولدا مائير”.

وقال وزير في ديوان رئيس الوزراء، يسرائيل جليلي: “أوضح رئيس الأركان أنه في الدفاع هناك تقلبات، ولكن نحن حاليًّا في الحضيض وربما لم نشهد أسوأ ما في الأمر حتى الآن”.

وتنقل المذكرات عن مائير أنها قدمت ما وصفته بـ “فكرة مجنونة تمامًا”، حيث اقترحت -في 9 أكتوبر 1973- ترتيب زيارة سرية إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، لطلب “الكثير من المعدات، وبسرعة”. وأوضحت أنه “يبدو لي أن هذه هي البطاقة الرئيسية التي يمكننا استخدامها مع الأمريكيين، وأنهم لن يتخلوا عنا”.

“الخطر الأكبر”

ezgif-5-93498f1112

في 10 أكتوبر، حذر ألعازر من “الخطر الأكبر عندما يدرك المصريون أننا في ورطة ما سيزيد شهيتهم”.

وأعرب ألعازر عن أمله في وقف إطلاق النار.. وقال: “إذا عرضوا وقف إطلاق النار اليوم فسأقول نعم. نظرًا لأنهم لا يعرضون، يجب أن أحاول تحسينه. سأحاول ألا أجعل الأمر أسوأ. لا يمكن أن يكون أفضل”.

وحذر ديان من احتمال وجود جبهة إضافية في الشرق، ووضع في اعتباره أن كلا من العراق والأردن قد ينضمان إلى الجبهة السورية.

وأظهرت الوثائق السرية للجيش الإسرائيلي، أنه في ذلك اليوم، قُتل 310 جندي وجرح 1100 وفقد 100.

وقالت الوثائق إنه لم يتم إعلام عائلات هؤلاء العسكريين الذين قتلوا خلال الحرب.

وفي 12 أكتوبر، أكد رئيس الأركان السابق حاييم بارليف، أن “الوضع خطير للغاية. خطير جدًا. ليس لدى مصر أي سبب الآن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.. إذا استطعنا أن نقود الأمور حتى يكون لدى الرئيس أنور السادات سببًا أيضًا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. ويمكننا تحقيق ذلك من خلال وضع القوة العسكرية لمصر في موقف صعب. ولكن هذا لا يمكن أن يتم من جانبنا، لأن المبادرة في أيديهم “.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *