التخطي إلى المحتوى

“ليبانون ديبايت” – فادي عيد

تتوالى التساؤلات حول التناقضات والتباعد السياسي بين “الثنائي الشيعي”، ففي الوقت الذي يصعّد فيه “حزب الله” تجاه الأميركيين والغرب، ومن يسميهم بـ “الأنظمة العربية”، يتفرّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري بمواقف مغايرة كلياً عن مواقف الحليف الشيعي، من خلال الإشادة بدور المملكة العربية السعودية من قبل وزير الزراعة الحاج عباس حسن، ومن ثم التصعيد “الحركي” باتجاه العهد و”التيار الوطني الحر”، إن من قبل رئيس المجلس شخصياً، أو من خلال نواب وقيادات حركة “أمل”، مما يعتبر، وفي هذا التوقيت بالذات، خروجاً عن قواعد اللعبة، في ظل التحالف بين هذا “الثنائي”، والذي تعتبره أوساط سياسية مراقبة، بأنه عملية توزيع أدوار بين الطرفين.

ينتظر بري ساعة الحقيقة، لتصفية حساباته مع رئيس الجمهورية وصهره، بينما لا زال “حزب الله” على تحالفه مع العهد وتياره “البرتقالي”، والسؤال أيضاً، وفق المعلومات التي تتناقلها أوساط مطلعة التقت بالمقرّبين من الطرفين، بأن “حزب الله” وحتى الساعة لم يدعم كلاً من حليفيه النائب جبران باسيل أو زعيم تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، وذلك ما أكده فرنجية في عشاء خاص، عندما قال “لم يتصل بي حزب الله، وحتى الساعة ليس هناك من أي شيء جديد، أو حتى اتصال أو لقاء”، ما يعني وفق المتابعين بأن المعلومات المؤكدة حتى الساعة باتت تؤشّر إلى فراغ رئاسي، وذلك ما تحدّث عنه وزير في الحكومة الحالية وحليف ل”حزب الله” ولبعض الأطراف السياسية الأخرى.

من هنا، وبحسب المعلومات، فإن رئيس الجمهورية لم يقل كلامه الأخير في الهواء بل هو مستند إلى وقائع ومعطيات بأن “حزب الله” لن يجبره على الخروج من قصر بعبدا في حال قرّر البقاء، لأن الظروف والأجواء الدولية والإقليمية تفاعلت في الآونة الأخيرة، أكان على الجبهة الروسية ـ الأوكرانية، أو ما يجري في إقليم كاراباخ، بمعنى أن المجتمع الدولي لن يعطي الأولوية للملف اللبناني، مما يتيح ويساعد عون على البقاء في بعبدا تحت ذريعة عدم تشكيل حكومة.

وفي هذه الحال، وأمام التطورات في الإقليم وأوروبياً، فإن “حزب الله” الذي يتعاطى بدقة متناهية مع المسائل الخارجية لن يخرّب علاقاته مع رئيس الجمهورية أو “التيار الوطني الحر”، بل سيتمسّك بهما في حال تفاقمت هذه التطورات، وخصوصاً أنه سيكون إلى جانبهم في ظلّ ما ستسُفر عنه انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وبمعنى أوضح إن “حزب الله”، وحيال التهديدات الإسرائيلية والمناورات الأميركية ـ الإسرائيلية، وما يحصل في العالم في هذه المرحلة بالذات، لن يفرّط لا بالعماد عون أو النائب باسيل.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *