التخطي إلى المحتوى

ت + ت – الحجم الطبيعي

قالت حمدة راشد بن الشيخ، منسق مشاريع في جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب، تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الشهر من كل عام بيوم المرأة الإماراتية الذي أُطلِق لأول مرة عام 2015 بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات». وتم اختيار يوم 28 أغسطس ليكون «يوم المرأة الإماراتية» تزامناً مع يوم تأسيس الاتحاد النسائي العام للدولة الذي تم إطلاقه عام 1975.

ويترجم شعار يوم المرأة الإماراتية لعام 2022: «واقع مُلهم.. مستقبل مُستدام» المكاسب والإنجازات الفريدة التي حققتها الدولة في رحلتها لتمكين المرأة التي بدأت قبل أكثر من 50 عاماً عندما أينعت زهور دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971؛ عاكساً الصورة المشرِّفة التي تتمتع بها المرأة الإماراتية، إلى جانب استشراف مستقبلها في جميع المجالات والقطاعات. كما يشكّل حافزاً أمام جميع الجهات الوطنية؛ لتعزيز التعاون فيما بينها من أجل ضمان مستقبل مُستدام لكلّ الإماراتيات بما يتوافق مع مبادئ الخمسين.

زهورٌ لغدٍ أجمل

وأكدت بن الشيخ أنه انطلاقاً من كونها إحدى المبادرات الوطنية الهادفة إلى بناء الشباب وصقل مواهبهم من دون تمييز بين أنثى وذكر؛ ليشكِّلوا طلائع المستقبل، أخذت «جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب» على عاتقها منذ تأسيسها عام 2019 مسؤوليات عديدة؛ من أهمها: تعزيز الإرادة والشغف لدى اليافعين والشباب من كلا الجنسين، مع إتاحة الفرص اللازمة أمامهم للتعامل مع التحدِّيات، بما يضمن لهم سبلاً متنوعة لإطلاق طاقاتهم واستثمارها بما يتناسب مع تطلعات الجائزة، ضمن بيئة قائمة على المساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع؛ والذي يمهد الطريق أمام كل فرد منهم ليغدوَ عنصراً جوهرياً في مسيرة التنمية وبناء الوطن.

واحتفاءً بيوم المرأة الإماراتية، تقدم لنا «جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب» بعض النماذج من الفتيات المتميزات اللاتي شاركن فيها، وحصدن جوائز في فئاتها المتنوعة التي ترتكز في جوهرها على تحقيق التوازن بين العقل والجسد، وكان لتجربتهن أثر إيجابي على شخصياتهن وعلاقتهن بمحيطهن الاجتماعي:

– نور جاسم عبدالله، 20 سنة، طالبة في جامعة الشارقة، قسم العلاقات الدولية، حصلت في المرة الأولى على الميدالية البرونزية، ثم أعقبتها بالميدالية الذهبية. تمكّنَتْ بعدها من الالتحاق بفريق «كرة السلة» التابع للقسم الذي تدرس فيه، وحصدت مع فريقها المركز الأول على مستوى الجامعة. وقد تطوَّعت لصالح مكتب الشارقة صديقة للطفل في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022. وتسعى حالياً إلى العمل بدوام جزئي إلى جانب دراستها الجامعية.

– زينب عيسى الملا، 19 سنة، طالبة في جامعة الشارقة، قسم علم الاجتماع، حاصلة على الميدالية البرونزية. وقد استثمرت شغفها في الكتابة لتصدر كتاب «أجندة تنفّس».

– هاجر يوسف إبراهيم، طالبة في جامعة الشارقة، قسم علم الاجتماع، حازت الميدالية البرنزوية. ثم خاضت تجربة صناعة المحتوى الخاص بمنصّات التواصل الاجتماعي. نالت جائزة الإبداع المسرحي 2022 التي تمنحها مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وأصدرت كتاباً بعنوان «أسرار مجرّة». كما تقدم هاجر يوسف ورشاً وجلسات حكواتية للأطفال.

مكانة مرموقة عالمياً

وأشارت بن الشيخ إلى أن «جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب» تواصل جهودها الرامية إلى المساهمة في تعزيز المكانة الرفيعة التي وصلت إليها الإماراتيات ليس في المنطقة وحسب، بل على النطاق العالمي أيضاً؛ وذلك عبر منحها فرصاً متساوية للإناث مع الذكور بهدف تأهيل جيل واثق بنفسه وقادر على تحمُّل مسؤولياته المجتمعية بفاعلية. وينعكس ذلك من خلال توفير الجائزة البيئة المثالية القائمة على ردم الهوّة بين الجنسين، ومنح الفرص المتنوعة للفتيات كي يعزِّزن من مكانتهن في المجتمع الإماراتي، ويكملن المسيرة نحو مستقبل مُشرق ومُستدام.

وبفضل الحس العالي بالمسؤولية للمواطنة الإماراتية والعناية الكبيرة التي تحظى بها من القيادة الرشيدة؛ وصلت الإمارات إلى مراتب مشرِّفة عالمياً على أكثر من صعيد. ففي تقرير الفجوة بين الجنسين 2022 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في شهر يوليو الماضي، جاءت الإمارات في المركز الأول بين الدول العربية، كما احتلت المرتبة الأولى عالمياً في 5 مؤشرات فرعية ضمن هذا التقرير؛ منها: معدل التحاق الفتيات بالتعليم في مراحله الثلاث؛ ونسبة التمثيل البرلماني للمرأة. وصعدت الإمارات إلى المرتبة 68 عالمياً من أصل 146 دولة في المؤشر العام لهذا التقرير العالمي، متقدمة 4 مراكز عن العام المنصرم.

تأصيل مفهوم التكامل

ووفق مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، فإن الإماراتيات يشغلن 75% من إجمالي الوظائف في قطاعيّ التعليم والرعاية الصحية، وتدير 23 ألف رائدة أعمال إماراتية مشاريع تتجاوز قيمتها 50 مليار درهم. كما يشكِّلن حالياً 46.6% من سوق العمل الإماراتي، و66% من القوى العاملة في القطاع الحكومي العام. علاوةً على ذلك كله، وصلت الإمارات إلى المرتبة الأولى عالمياً في مؤشِّر «احترام المرأة».

على الرغم من الدلالات المهمة لهذه الأرقام باعتبارها انعكاساً للوجه المشرق الذي تتحلّى به المرأة الإماراتية، إلا أن الأهم هو البناء على هذه الإنجازات اللافتة؛ لتعزيز هذه الصورة الزاهية وتأصيل مفهوم التكامل بين الجنسين ليكونا جزءاً أساسياً من عملية البناء المُستدام لهذا الوطن.. وهو ما تسعى «جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب» إلى الإسهام فيه بكل مسؤولية وشغف.

طباعة
Email




التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *