التخطي إلى المحتوى

د. منى تهلك

تحدث وكتب كثير من الأطباء والعلماء في مجالات النفس والصحة العقلية، عن أهمية الرعاية النفسية، وأهمية وعي الناس بالاستشارة من متخصص ودارس في هذا المجال، وتنمية الوعي والمعرفة بحيوية وفائدة العلاج النفسي. وتزداد أهمية مثل هذا التوجه في هذا العصر الذي يتميز بالتسارع والميكنة، والذي تضاءلت فيه العلاقات الاجتماعية، وبات دخول المادة أقوى وأكثر وضوحاً، على حساب القيم والعلاقات. وهذا لا يعني أن الصلات البشرية تلاشت أو وهنت، بقدر ما يعني طبيعة الانشغال والأولويات لدى شريحة واسعة من الناس تغيرت في مختلف أجزاء المجتمعات البشرية، وقد ينتج عن مثل هذه الحالة الكثير من القلق والتوتر والهموم والأحزان، وهي عوارض تسبب الكآبة وكثيراً من الأمراض النفسية، إن تركت دون علاج.

وهذا يوضح أن الحياة الحديثة، بكل ما تحمله من تطور وتوهج وتكنولوجيا وتقنيات، تحتاج إلى وعي وفهم بمتطلباتها وطرق التعامل معها، وهنا تحضر حيوية وأهمية الاستشارة والطب النفسي، لنتمتع بحياة عقلية وصحة نفسية.

تقول منظمة الصحة العالمية: «الصحة النفسية هي حالة من الرفاه النفسي تمكّن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة، وتحقيق إمكاناته، والتعلّم والعمل بشكل جيد، والمساهمة في مجتمعه المحلي. وهي جزء لا يتجزأ من الصحة والرفاه اللذين يدعمان قدراتنا الفردية والجماعية على اتخاذ القرارات وإقامة العلاقات وتشكيل العالم الذي نعيش فيه. والصحة النفسية هي حق أساسي من حقوق الإنسان. وهي حاسمة الأهمية للتنمية الشخصية والمجتمعية والاجتماعية والاقتصادية.

والصحة النفسية لا تقتصر على غياب الاضطرابات النفسية؛ فهي جزء من سلسلة متصلة معقدة، تختلف من شخص إلى آخر، وتتسم بدرجات متفاوتة من الصعوبة والضيق، وبحصائل اجتماعية وسريرية يُحتمل أن تكون مختلفة للغاية. وتشمل اعتلالات الصحة النفسية الاضطرابات النفسية وحالات الإعاقة النفسية الاجتماعية، فضلاً عن الحالات النفسية الأخرى المرتبطة بالضيق الشديد أو ضعف الأداء أو خطر إيذاء النفس. ومن المرجح أن يعاني الأشخاص المصابون باعتلالات الصحة النفسية من تدنّي مستويات الراحة النفسية، ولكن لا يحدث هذا دائماً أو بالضرورة».

وفق هذه الأهمية البالغة للطب النفسي، هناك مسؤولية فردية تقع على كاهل كل واحد منا، وهي الوعي والفهم بطبيعة الحياة وصعوباتها، والعمل على تخفيف التوتر ومشاعر القلق ونوبات الغضب والحيرة.

لنساعد أنفسنا، ولنتذكر أن السلامة الداخلية النفسية تنعكس على الجسد، وهي تعكس بوضوح جودة الحياة التي نعيشها.

استشاري أمراض نساء وولادة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *