التخطي إلى المحتوى

وفي حادث نادر الوقوع، هاجم، الأربعاء، قطيع من الذئاب قرية البو جمعة، في محافظة ذي قار جنوبي العراق، مما أدى إلى إصابة 11 شخصا، بينهم أطفال ونساء.

قلق من هجمات مماثلة

في التفاصيل، أفاد مصدر في شرطة المدينة، لـ”سكاي نيوز عربية” بأن الحالة هي الأولى من نوعها، لكنها قد تفتح الباب واسعاً أمام هجمات مماثلة.

  • قطيع من الذئاب يُقدر بنحو خمسة أو ستة، هاجم قرية البو جمعة، شمالي مدينة الناصرية
  • أصابت تلك الذئاب عدداً من السكان بجروح، بعضها بالغة، بسبب العضّات، فيما جُرح آخرون، عند فرارهم منها.
  •  أضاف المصدر أن القرية نائية، وتقع في منطقة تعاني الجفاف، حيث فوجئ السكان بهجوم القطيع من الذئاب.
  • بعض أهالي القرية، هرب من الذئاب خوفا على حياتهم.
  • سكان القرية لم يتمكنوا من استخدام السلاح لمواجهة هذا الهجوم الشرس، بسبب المباغتة المفاجئة.
  • سكان القرية شكوا من غياب الأدوية الخاصة بتلك الحالات من المستشفيات، مما دعا الأهالي إلى السفر إلى محافظات أخرى لشرائه.

وفي هجوم هو الثاني خلال 48 ساعة، باغتت الذئاب، الجمعة، تلك القرية، وتوجهت نحو منازل سكانها، الذين تمكنوا من قتل اثنين منها.

وأظهرت مقاطع مرئية، ذئباً مقتولاً وحوله عدد من سكان القرية الذين تمكنوا من قتله، فيما تحدثوا عن وجود أعداد وأصناف كثيرة منها في المدينة.

ووصلت يوم أمس، قوة أمنية إلى موقع الحادث، وفرضت طوقاً حول القرية، لتعقب الذئاب، وسط حالة من الذعر والخوف سيطرت على الأهالي، تحسباً من هجوم مماثل.

الجفاف والتصحر

ويعزو سكان محليون وخبراء انتشار تلك الحيوانات في بعض المدن الجنوبية، إلى التصحر واتساع رقعة الجفاف، وهو ما يدفع بعض الحيوانات نحو الأحياء السكنية، أو القرى المأهولة بالسكان، بحثاً عن الطعام والشراب.

وقال أبو محمد الإيزرجاوي (42 عاما)، من سكنة القرية، إن “الذئاب بدأت نشاطاً ملحوظاً خلال الفترة الماضية، ولجوئها إلى السكان هذه المرة، لأن أغلب سكان القرى باعوا المواشي التي كانت في السابق هي الهدف الأول للذئاب، لكنها هذه المرة انتقلت إلى الإنسان”.

وأكد الإزيرجاوي في حديث لـ”سكاي نيوز عربية” أن “القرية الآن استنفرت جميع أبنائها الذين حملوا السلاح، وانتشروا في عدة مواقع تحسباً من هجمات الذئاب، كما وجهوا مطالبات للجهات المختصة بضرورة التدخل العاجل”.

الهجوم الثالث

وهذا الحدث هو الثالث من نوعه، خلال أشهر، إذ هاجم ذئب بري قرية زراعية شمال قضاء الخالص، في محافظة ديالى، وأصاب أحد المواطنين هناك، قبل أن يتمكن الأخير من قتله، وذلك في أبريل الماضي.

بدوره، يرى الخبير في مجال البيئة، أحمد صالح، أن “شح المياه في الأهوار وأذناب الأنهار، تسبب باقتراب الحيوانات المفترسة من سكان القرى والأرياف، مثل الخنزير البرّي، والبط البري، والذئاب، وكلب الماء، والوشق، وغير ذلك من الحيوانات التي تبحث عن المياه”.

وأضاف صالح، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” أن “هذه الظاهرة خطيرة، ليس على البشر فقط، لما يحمله من مخاطر، وإنما على الحيوان كذلك، لأننا في تلك الحالة سنفقد التنوع الأحيائي المهم، داخل الأهوار العراقية، وحتى المناطق النائية، التي تعيش فيها مثل تلك الحيوانات”.

ولفت إلى أن “الجفاف الذي يعاني منه العراق حالياً هو الأقسى بسبب تداعياته الكبيرة”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *