التخطي إلى المحتوى

كشفت تقارير عديدة عبر وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الاستنفار العسكري الذي جرى الحديث عنه ضمن الجبهة الداخلية الإسرائيلية اتخذ منحى مُضخماً بعض الشيء، مشيرة إلى أنه لم تكن هناك توجيهات استثنائية للسكان خصوصاً في المناطق الشمالية، كما أن حركة السياح اعتياديّة في تلك المناطق.


ويأتي هذا الكلام في ظلّ “الأخذ والرد” المتواصل بشأن ملف ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل، وتحديداً في ظلّ بدء الأعمال التجريبية لضخ الغاز في حقل كاريش اعتباراً من يوم أمس الأحد.

وفي السّياق، فقد ألمحت التقارير إلى أنّ اتفاقية الحدود البحرية هي حاجة أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة لتل أبيب، مشيرة إلى أن الاتفاق مع لبنان في ما خصّ قطاع الغاز يصبّ في مصلحة إسرائيل، ويفتح الباب أمام انجازات سياسية لكن من دون إغفال خطر اشتعال أزمة مع “حزب الله”. 

وشدّد محللون أنه يجب على مختلف الدول أن تبذل قُصارى جهدها لحل الملف، مشيرين إلى أن الجمهور الإسرائيلي يعي تماماً ما ينتظرهم في حال اندلاع حربٍ مع “حزب الله”. 

مع هذا، فقد ذكر موقع “israeldefense” أنه على القادة الأمنيين في إسرائيل تجنّب التهديدات والتصريحات المتشدّدة، معتبراً أن “الاتفاق بشأن حقول الغاز قد يكون رادعاً لحزب الله”، ويضيف: “الجمهور الإسرائيلي يريد رؤية الغاز الذي يُضخّ من أعمال حقل كريش، كما أنه يريدُ أن يرى الإيرادات الواردة من خزانات الغاز في صندوق الثروة من أجل الاستفادة منها. ففي النرويج على سبيل المثال، لقد غير صندوق الثروة وجه الدولة وعزّز حياة سكانها ورفاهيتهم”. 

فرصة اندلاع الحرب “ضئيلة”

وأمس الأحد، كشفت وسائل إعلام اسرائيلية، أن آخر المعلومات الاستخباراتية تُقدّر بأن فرصة اندلاع مواجهة مع لبنان بسبب ملف ترسيم الحدود البحرية، ضئيلة جداً.

وأشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى أن المؤسسة الأمنية في تل أبيب تُقدر وجود احتمالات لإمكان توقيع اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل نهاية شهر تشرين الأول الحالي.

ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال جلسة “الكابينات” الإسرائيلي، يوم الخميس الماضي، تمّ سماع تقييمات أمنية واضحة حول الاحتمال الضئيل لإمكانية اندلاع حرب، وذلك على الرغم من توجيهات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى الاستعداد لمثل هذا السيناريو.

وأكدت الصحيفة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا ترى أن هناك خطوة أمنية في اتفاقية ترسيم الحدود، كما أنها تعتبر أن إرساء حدود بحرية جديدة لا يُعرض مصالح إسرائيل الأمنية للخطر على الإطلاق، ولا يمسّ بحرية العمل للقوات البحرية في المنطقة.  

ووفقاً لـ”هآرتس”، فإن الاتفاقية جيدة جداً من حيث الأمن، وهذا ما أكده ممثلون عن الجيش الإسرائيلي لأعضاء “الكابينات” خلال الاجتماع الأخير. 
بدورها، ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن التعليمات التي أصدرها غانتس للاستعداد لتصعيد محتمل مع لبنان، لا يعكس التوقعات الاستخباراتية بشأن حربٍ مع “حزب الله”. 

وأوضح الصحيفة أنه لا توجد في هذه المرحلة تحذيرات واضحة حول عزم “حزب الله” تنفيذ خطوات قد تؤدي إلى تصعيد عسكري، مشيرة إلى أن المؤسسة الأمنية ترى أنه لا يوجد تخوف من اشتعال الوضع في الأيام المقبلة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *