التخطي إلى المحتوى

ووجهت الهند انتقاداتها للصين، في معرض بيان صدر عن المفوضية الهندية العليا بسريلانكا، حسب صحيفة “غارديان” البريطانية.

وسريلانكا، عبارة عن جزيرة تقع جنوبي الهند، فيما تتحدث تقارير غربية عن نفوذ متزايد لبكين في البلاد، خلال السنوات الأخيرة.

وهذه أول مرة تلجأ فيها الهند إلى هذا “التوصيف” في الحديث عن شؤون المضيق، فيما يوجد خلاف حدودي بين البلدين الآسيويين الكبيرين منذ فترة طويلة.

وفي وقت سابق، من أغسطس الجاري، كانت سفينة صينية للبحوث العسكرية قد رست في ميناء “هامبانتوتا” السريلانكي لمدة أسبوع.

وأوضح خبراء أن السفينة “يوان وانغ 5” واحدة من بين مجموعة سفن يديرها الجيش الصيني لأجل مواكبة إطلاق الصواريخ الباليستية والأقمار الاصطناعية.

وجرى تأخير رسو السفينة الصينية “يوان وانغ 5” عدة أيام بعد اعتراض الهند، وسط مخاوف من أن تتخذ الصين الميناء السريلانكي بمثابة قاعدة عسكرية.

جدل الرسو و”المصالح”

من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية الصينية أن السفينة كانت تجري بحوثا بحرية، في إطار احترام تام للقانون الدولي، قائلة إن الأمر لا يمس المصالح الاقتصاد ولا الأمنية لأي دولة من الدول.

وكانت السفينة قد غادرت الميناء، قبل أسبوع، فيما أصدرت السفارة الصينية بسريلانكا بيانات يتهم الهند باستغلال مخاوف أمنية لأجل التدخل في أمور من صميم سيادة سريلانكا واستقلالها.

ويوم السبت، قالت المفوضية العليا للهند في العاصمة كولومبو، إن سريلانكا “تحتاج إلى الدعم، وليس إلى ضغط غير مرغوب فيه، ولا عداءات غير ضرورية من أجل خدمة أجندات دولة أخرى”.

 وأشار البيان الهندي إلى ما اعتبره تصريف أجندات عن طريق القروض، في إشارة إلى أن الصين تحاول التدخل في سريلانكا من خلال ميناء “هامبانتوتا” الذي قامت بتمويله.

وطالما اتهم اقتصاديون غربيون الصين بتقديم قروض سخية لبعض الدول النامية، من أجل الإيقاع بها فيما يصفونه بـ”الفخ”، حتى تصبح “أدوات طيعة” في يد بكين.

ويحتدم هذا التنافس المحموم بين الصين والهند، فيما تعيش سريلانكا حاليا أسوأ أزمة اقتصادية لها، حتى اضطر رئيس البلاد للفرار إلى الخارج، وسط حراك شعبي عارم.

وتشكل القروض الممنوحة من قبل الصين نحو 10 في المئة من أجمال ديون سريلانكا، لكن بدءا من العام الجاري، بادرت الهند بدورها إلى إقراض سريلانكا ما يقارب 3.8 مليارات دولار، لأجل مساعدتها على تجاوز الأزمة الاقتصادية.

نفوذ ومساومة

ويرى الباحث المختص في الشؤون الصينية بالجامعة الوطنية الأسترالية، وين تي سونغ، أن الهند تحدث ما يمكن تسميته بـ”نفوذ مساومة” من خلال وصفها لتحرك الصين في مضيق تايوان بالعسكرة.

وأضاف الباحث أن الهند توظف هذه “اللهجة الشديدة”، فيما يحتمل أن تعرض التراجع عنها مستقبلا في أي مفاوضات مع بكين “لا سيما أن الصين لا تريد التصعيد على أكثر من جبهة، خلال الوقت الراهن”.

 وأشار الأكاديمي إلى أن الهند أقدمت أيضا على هذه اللغة، بينما تعيش الصين ضغطا داخليا، من جراء اقتراب مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم، حيث يرتقب أن يطلب الرئيس، شي جين بينغ، ولاية ثالثة.

غموضٌ ثم نقدٌ صريح

ورست السفينة الصينية في ميناء “هامبان توتا” بعد أسبوع فقط من إكمال البلاد لمناورات عسكرية واسعة النطاق حول تايوان، في رد على الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي.

ومنذ انتهاء تلك المناورات، تواصل نشاط عسكري صيني يصفه بعض المتابعين بالواقع الجديد، حيث تعبر الصين خطا حدوديا غير رسمي في مضيق تايوان يعرف بـالخط الأوسط.

 لكن الهند التي تحولت إلى لهجة أشد تجاه الصين، كانت قد اكتفت بموقف وُصف بالغامض، عند احتدام “أزمة بيلوسي”، حيث اكتفت بالإعراب عن قلق حيال التطورات، موازاة مع الدعوة إلى خفض التصعيد وتفادي الإجراءات الأحادية لتغيير الوضع القائم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *