التخطي إلى المحتوى

فلتان سوق صرف العملة ينعكس فوضى عارمة في أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية (حسين بيضون)

يواصل سعر صرف الدولار في لبنان ارتفاعه الكبير متخطياً اليوم الخميس، وذلك للمرة الأولى منذ تفجر الأزمة الاقتصادية حاجز الـ38 ألف ليرة لبنانية، وذلك في مسارٍ متوقع أن يبقى تصاعدياً في المرحلة الراهنة.

وافتتح سعر صرف الدولار صباح اليوم بين 37500 ليرة و37800 ليرة لبنانية قبل أن يرتفع خلال النهار ليتراوح بين 38100 ليرة و38200 ليرة، علماً أن الأسعار تختلف بحسب التطبيقات وعند صرافي السوق السوداء الذين يطرحون أسعارا منفصلة ومختلفة.

وانعكس ارتفاع سعر الصرف زيادة على أسعار المحروقات بكل موادها بعد رفع “مصرف لبنان” المركزي الدعم عنها وآخرها كان البنزين، بحيث زاد سعر صفيحتي البنزين 95 و98 أوكتان 14 ألف ليرة، فيما ارتفع سعر صفيحة المازوت 17 ألف ليرة والغاز 8 آلاف ليرة.

وأصبحت أسعار المحروقات على الشكل الآتي: بنزين 95 أوكتان 680 ألف ليرة، بنزين 98 أوكتان 696 ألف ليرة، مازوت أو ديزل أويل 839 ألف ليرة، وقارورة الغاز 372 ألف ليرة.

ولم تفتح كل محطات الوقود أبوابها اليوم الخميس في ظل الاعتراض المستمرّ على تسعيرات وزارة الطاقة التي يعتبرون أنها تلحق بهم اضراراً وخسائر كبيرة الأمر الذي ترجم في تسجيل طوابير طويلة للسيارات أمام المحطات العاملة.

ويعيش لبنان أزمة اقتصادية خانقة منذ أواخر عام 2019 حيث شهدت قيمة العملة الوطنية تدهوراً تدريجياً مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تتحكم التطبيقات الإلكترونية والسوق السوداء به، ما ضرب القدرة الشرائية عند المواطنين الذين باتوا محاصرين بخدمات وسلع تسعّر كلها بالدولار، الأمر الذي فاقم معاناتهم بينما ما تزال رواتبهم بالليرة اللبنانية، مقابل غياب الدولة اللبنانية بالكامل عن أداء دورها وعدم قيامها خلال هذه السنوات بأي خطة إصلاحية شاملة للجم الانهيار.

وفي ظلّ استمرار الأزمة الاقتصادية بالتفاقم، وتحليق سعر صرف الدولار، يشهد لبنان أخيراً، زيادة في معدلات الجرائم، والإشكالات والحوادث الأمنية، ما يضع الأمن الاجتماعي بدائرة التهديد، في حين بدأت عمليات اقتحام المصارف من قبل المودعين لاستيفاء الحق بالذات تأخذ طابعاً موسعاً، في وقتٍ لا تزال المصارف تحتجز ودائع الناس الدولارية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *