«الخريطة الذهبية».. أعمال فنية تستلهم جماليات الإمارات

فاطمة عطفة (أبوظبي)

افتتح مساء الأربعاء الماضي في «جاليري الاتحاد» بأبوظبي معرض فردي بعنوان «الخريطة الذهبية» للفنانة الفرنسية أوليڤيا بابل، ويضم المعرض عدداً كبيراً من الأعمال الفنية المشغولة على النول، بينما خصص القسم الأول من المعرض لعدد من القطع الفنية التي تمثل خريطة الإمارات، إضافة إلى لوحات مقتبسة من ملامح الطبيعة في بلدان العالم، معبرة عن سعة تجوالها، وهي تعكس بلوحاتها المتدرجة بكثافة الضوء دلالة على أوقات الطبيعة بالإمارات، في النهار اللون الذهبي الفاتح، ثم لون غروب الشمس، وفي الليل انعكاس الأضواء على اللوحات.
وعبرت أوليڤيا بابل في حديثها لـ«الاتحاد» عن سرورها لزيارة مدينة أبوظبي وعرض أعمالها في «جاليري الاتحاد»، وقالت إنها شعرت بأن أبوظبي مدينة ملهمة لذلك اشتغلت العديد من اللوحات التي تمثل «خريطة الإمارات»، مؤكدة أن هذا فخر لها ويشكل جزءاً مهماً من مسيرتها الفنية. وأضافت قائلة: أنا فرنسية ومن جذور متعددة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، لذلك أشعر بالانتماء ليس فقط لفرنسا، بل للعالم كله. وأنا أشتغل أعمالاً بتقنية الخيوط والأقمشة بالنسج على النول، لذلك رسمت خريطة الإمارات بشكل العلم بألوانه المتميزة، كما هناك لوحة تمثل خريطة الإمارات بدرجات ألوان تعكس أوقاتاً مختلفة، في الصباح، وعند الظهر، وفي الغروب، وفي الليل.
وخلال جولتنا بالمعرض التقينا الفنانة خلود الجابري، التي أشارت إلى أن «جاليري الاتحاد» دائماً ما يقدم شيئاً مختلفاً في كل معرض من المعارض التي يقيمها، بحيث ينتقي المعارض المميزة والفنانين الذين يشتغلون ويقدمون تجارب مميزة ومختلفة، موضحة: عندما وصلتني الدعوة لم أتخيل كيف ستكون القطع الفنية، لكني عندما شاهدت الأعمال المعروضة ذهلت إعجاباً بجمال اللوحات المشغولة بفنية عالية تحمل الكثير من روح التقنيات القديمة، وصاحبتها تعمل على إعادة تدوير الأشياء، لكن بمنظور ثقافي ودبلوماسي مختلف يبين أن المبدعين في كل الشعوب صاروا ينظرون بإعجاب إلى الإمارات، ويتجهون إلى أبوظبي لينجزوا أعمالهم الفنية ويقدموا أفكارهم بأشكال ومفاهيم جديدة. وتضيف الجابري مؤكدة: نحن في الإمارات نعتبر أن هذه المعارض هي فن من الفنون التشكيلية في روح جميلة، لأن المعرض مقسم بين أعمال «السكتشات» التي تعبر عن روح الفنانة الفرنسية، وتبين هذه الأعمال الفنية كأنها حوار مع دولة الإمارات، وذلك من خلال إعادة التدوير لأنها أخذت خريطة الإمارات كعمل أساسي بنت عليه مفاهيم كثيرة، منها البيئة من أرض صحراوية، إضافة إلى العمارة والماء.