التخطي إلى المحتوى

لم تكد تمر 48 ساعة على البيان الذي اصدرته رئاسة الجمهورية واعلنت فيه “ان كل ما يُنشر عن مواقف رئيس الجمهوريّة لا يصدر عنه، هو مزيج من الافتراء والكذب لا يمكن الإعتداد به مطلقاً”، حتى أطل” المرشد الاعلى للعهد “النائب جبران باسيل بمقابلة صحافية صباح اليوم افرغ فيها كل ما في صدره من “سموم وافتراءات”. ولكن الملفت فيها ان “حرتقجي الجمهورية “لم يكتف بتكذيب ما قاله رئيس الجمهورية في بيانه بل ذهب ابعد من ذلك الى حد التهديد بالويل وعظائم الامور، على طريقة “المستقوي بزند غيرو”، ولكنه هذه المرة حاول بالمقلوب “الاستقواء” على من رفدوه بكميات الاصوات التي اعطته الحضور النيابي لا سيما في مسقط رأسه، اذ قال” هو (ميقاتي) ومن يدعمه فهموا أن حكومته الحالية لن تحكم، ولن نقبل بذلك، و”رح نعمل مشكل كبير بالبلد”.

وفي تحد واضح للدستور، ومحاولة للانقلاب على نصوصه، يقول “دونكيشوت الجمهورية”: لن نقبل بأيّ شكل من الأشكال أن تأخذ حكومة تصريف أعمال، ليس لديها أساساً صلاحية أن تجتمع أو تتخذ قرارات وغير مكتملة الصلاحيات، مكان رئيس جمهورية مكتمل الصلاحيات“.

وفي مشهد يشبه “البطل” الواقف امام مرآة منزله، مهددا ومتوعدا، قال “يجب أن يدرك نجيب ميقاتي أنه لن يستطيع، ولن يُسمح له، بأن يحكم البلد بحكومة غير مكتملة الصلاحيات أياً يكن من يدعمه“.

وفي استدراك لاحق بعد بطولاته في المقطع السابق، وتناغما مع ما قاله النائب محمد رعد بالامس، قال “المرشد الباسيلي”: إن أي حكومة أفضل من لا حكومة، ولو حتى كانت الحكومة الحالية نفسها بعد نيلها ثقة مجلس النواب.

وعلى طريقة الذي لا “يكذب” ابدا قال باسيل “لسنا ممثّلين في الحكومة الحالية رغم أن هناك وزراء قد يكونون قريبين منا ولكنهم ليسوا حزبيين ولا سلطة لنا على أي منهم”، علما انه دعا “وزراء التيار” الى اجتماع طارئ لبحث الموقف في الليلة ذاتها التي قدم فيها ميقاتي تشكيلته الى رئيس الجمهورية.

ويتابع “المرشد الباسيلي” هناك اليوم فوضى دستورية ستنشأ عنها خيارات يتحمل مسؤوليتها كل من أوصل نجيب ميقاتي.

وفي تكرار ممجوج لاسطوانته المعروفة زعم “ان ميقاتي الذي لم يتمكن من إيصال أي نائب الى البرلمان”، متجاهلا ان رئيس الحكومة اتخذ بنفسه قرار عدم الترشح للانتخابات لضمان حيادية الحكومة، ولم ينخرط مباشرة في اي لائحة.

وعن دعم دار الفتوى للرئيس ميقاتي قال “المرشد الباسيلي” لا يمكن كسياسي أن أسلّم بأن تختار المراجع الدينية الزعماء السياسيين، وإلا لماذا الانتخابات؟

ولكنه تجاهل عمدا انه كلما وجد نفسه “مزروكا” صعد الى بكركي ، محاولا على غرار زيارته الاخيرة، جذب البطريركية المارونية نحو خياراته، والتلطي خلف شعار حقوق المسيحيين.

مصدر مراقب علق على حديث باسيل بالقول “انه يتخبط خبط عشواء بمواقف متناقضة تخفي غيظه من استبعاده من السباق  الرئاسي، ويحاول شد عصب “التيار الوطني الحر” بعد التباينات المعروفة بينه وبين عدد كبير من نواب “التيار” وانسحاب بعض الوجوه البارزة المحسوبة على “التيار” من النشاط السياسي “.

ويضيف المصدر” جبران على ما يبدو قرر من خلال “حرتقاته” انهاء “العهد” و”التيار” معاً“.

ويختم المصدر بالقول “ربما الان سيفهم اللبنانيون مغزى ما ورد في بيان رئاسة الجمهورية الاحد الفائت لجهة  التذكير بتصرّف بما قيل قديماً: “إنّ أولاد الحرام هم الذين يُقّوِّلونّ الرئيس ما لم يقله، ويحمّلونه وزر أفعال لم يفعلها.”

 

 

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *