التخطي إلى المحتوى

أفرجت السلطات الإماراتية، صباح اليوم الخميس، عن اللبنانيين حسين علي نحّال (عضو بلدية جبشيت) وإبنه محمد نحّال، بعد توقيفهما لثلاثة أشهر في مطار دبي الدولي، من دون أسباب واضحة. وبعد انتظار طويل، تجهزت عائلة نحّال لاستقبالهما في مطار رفيق الحريري الدولي، لحظة تلقيها خبر الإفراج عنهما.

نذكر أن حسين علي نحّال، الذي يعمل في تجارة السيارات، اتجه إلى الإمارات في العاشر من شهر حزيران الفائت، برفقه ابنه محمد، لشراء قطع السيارات وبيعها في لبنان. وتم توقيفه من جانب الأمن العام الإماراتي لدى دخوله مطار دبي الدولي، من دون أسباب واضحة. فأعلن ابنه محمد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن اعتقال والده في المطار لحظة مروره على مسح قزحية العين، وعدم قدرته على التواصل معه. فعاودت السلطات الإماراتية، بعد ثلاثة أيام على اعتقال محمد أيضاً وصادرت جواز سفره.

اتصال مفاجئ
عند الحادية عشر صباحاً، تلقت السيدة حنان طيراني، زوجة الموقوف محمد نحّال، اتصالاً هاتفياً من زوجها، وأعلمها أنه متواجد في مطار دبي الدولي، برفقة والده حسين، وبانتظار الطائرة التي ستوصلهما إلى لبنان، في تمام الساعة الخامسة ونصف بعد الظهر.

تجهزت العائلة، وانطلقت من جبشيت إلى بيروت لاستقبالهما. وغصّت قاعة الضيوف في مطار رفيق الحريري الدولي بأفراد العائلة والأقارب. وعند الخامسة ونصف، حطّت الطائرة في المطار، فيما انتظر الأهالي لحظة خروج الأب والإبن لأكثر من ساعة، بسبب الاجراءات الأمنية المشددة.

حالات إغماء
ولحظة خروجهما، بدأ صراخ وبكاء عائلة نحّال التي لم تصدق أنهما على قيد الحياة. واستقبلتهما بالدموع والعناق، فأغمي على زوجة حسين أكثر من ثلاث مرات، وأغمي على الإبن محمد الذي ظهر عليه التعب الجسدي والنفسي بشكل واضح، ما أدى إلى تدخل بعض عناصر من الصليب الأحمر لمساعدتهما على استعادة وعيهما.

تمنُّع عن التصريح
تمنّعت عائلة نحال عن إعطاء أي تصريح إعلامي، واكتفت بإلقاء اللوم على السلطات الإماراتية، معتبرين أن توقيف الوالد والإبن كان قراراً ظالماً ومجحفاً، خصوصاً ان الأب يعمل في مجال التجارة، ويسافر إلى مختلف الدول العربية منذ أكثر من 30 عاماً من دون أي مشكلة، فلمَ أوقف هذه المرة؟

وفي حديث “المدن” مع الأب حسين، قال أنه لم يلتق بابنه محمد منذ ثلاثة أشهر، ومنع عن التواصل مع عائلته ومع ابنه، ولحظة وصوله إلى الطائرة التي ستقله إلى بيروت، التقى بمحمد للمرة الأولى.

تهمة الإرهاب
وحسب مصادر “المدن”، فإن حسين نحّال، اتهم بالتعامل والتعاون مع حزب الله، وبالتخطيط للقيام بالأعمال الإرهابية خارج لبنان، واعتبر أنه يقوم بتمويل حزب الله بشكل دائم من خلال بعض المتاجر التي يملكها في لبنان.

بدوره محمد، أوضح لـ”المدن” أن السلطات الإماراتية اعتقلته بعد ثلاثة أيام من وصوله إلى دبي، وحققت معه، وحاولت إجباره على الاعتراف بتهمة والده، ولكنه رفض، واعتبر أن هذه التهمة غير صحيحة. إذ أن العائلة لا تنتمي إلى حزب الله أبداً، وتعمل في تجارة السيارات فقط.

توضيح العائلة
وحسب معلومات “المدن”، اعتقل الأب وابنه في غرف التحقيقات لدى السلطات الإماراتية، ولم يتعرضا للأذى الجسدي أبداً أو للضرب والعنف، إنما تعرضا للأذى النفسي واللفظي. كما أن العائلة ستقدم بياناً واضحاً خلال اليومين المقبلين، لإطلاع الرأي العام على تفاصيل التوقيف وأسبابه. فيما أشار بعض أفراد العائلة أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي بعد اليوم، وسيأخذون بثأر حسين ومحمد بكل الوسائل المتاحة.

تنصل السلطة اللبنانية
عائلة نحال أكدت لـ”المدن”، أنها حاولت التواصل مع كل الجهات المعنية، ولم ينالوا أي اهتمام أو مساعدة. وأن الجهة الوحيدة التي تابعت الموضوع بشكل أسبوعي هي مديرية الأمن العام، وخصوصاً اللواء عباس ابراهيم، الذي كان يطمأنهم على صحة حسين ومحمد بين الفينة والأخرى.

أما عفيف شومان، رئيس لجنة الموقوفين في الإمارات، الذي تابع هذا الملف منذ تلقيه خبر توقيف الوالد من قبل الإبن محمد، فقال لـ”المدن”، أن اللواء عباس ابراهيم تدخل بشكل مباشر وسعى لإخراجهما بشتى الطرق. لاسيما أن شومان والعائلة تواصلا مع السلطات الإماراتية ومع السفير اللبناني في الإمارات فؤاد دندن، ولم يحدث أي تجاوب معهم أبداً. وحاولوا التواصل مع السلطة اللبنانية وبالرؤساء الثلاثة، فلم يستجيبوا لهم أيضاً.

وأضاف شومان، أنه يتابع ملف الموقوفين في الإمارات، إذ لا يزال حتى الساعة ثمانية موقوفين منذ عام 2014، ولم يعرف عن مصيرهم أي شيء، والتهمة واحدة وواضحة وهي تمويل حزب الله والتعاون معه، ولم يطلقوا سراحهم بسبب تهمة الإرهاب المنسوبة لهم. وغالبيتهم من الطائفة الشيعية، فيما يتواجد بينهم اثنان من الطائفة السنية، متهمان بالانضمام لحزب الله.  

وهكذا، يبقى مصير اللبنانيين الموقوفين في الإمارات غير واضح، وبانتظار وساطة لبنانية مع الإمارات لإبرام الاتفاق على إطلاق سراح المحتجزين. فيما المؤكد منه، أن عائلة نحال ستعيد النظر مرتين، قبل أن تفكر سهواً بالتوجه مجدداً نحو دول الخليج، خوفاً من إعادة اعتقالهم مرةً أخرى. 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *