التخطي إلى المحتوى

تلجأ الحامل إلى الولادة القيصرية في كثير من الأحيان من دون حاجة طبية ملحة، بل فقط خوفا من آلام المخاض، وأصبحت هذه الحالة الأكثر انتشارا حول العالم، وباتت الولادة الطبيعية استثناء.

وتتوقع منظمة الصحة العالمية تضاعف معدلات الولادة القيصرية بصورة سريعة حول العالم 3 مرات خلال 3 عقود، الأمر الذي يهدد حياة ملايين النساء والأطفال.

الخوف من آلام المخاض، يمكن التغلب عليه من خلال اللجوء لبعض الطرق والأدوات التي تساعد على الولادة بشكل طبيعي، وبأقل ألم ممكن، للحفاظ على صحة الأم والطفل.

ما الولادة الطبيعية؟

هي الولادة بدون استخدام أي أدوية على الإطلاق، وتمر فيها المرأة بعملية المخاض والولادة دون تعاطي أية محفزات طبية أو مسكنات للألم.

وبحسب “ويب ميد” Webmd تستخدم في عملية الولادة الطبيعية تقنيات مثل الاسترخاء والتحكم في التنفس لتقليل الألم، وفي بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى استخدام القليل من التدخلات الطبية لإفساح المجال لخروج الجنين أثناء الولادة.

لماذا الولادة الطبيعية؟

تشير بيانات منظمة الصحة إلى زيادة معدلات الولادة القيصرية في جميع أنحاء العالم، مع توقعات بارتفاع هذه المعدلات بحلول عام 2023، محذرة من اللجوء لهذا النوع من الولادة بدون وجود ضرورة طبية.

ورغم الزيادة في معدلات الولادة القيصرية، ما زالت بعض النساء يفضلن الولادة الطبيعية لتجنب المخاطر المحتملة من التدخلات الطبية. ويؤكد المتخصصون أن الولادة الطبيعية مفيدة لكل من الأم والطفل، وينصحون بتجنب القيصرية ما لم تكن هناك حاجة طبية ملحة.

بعض النساء يفضلن الولادة الطبيعية لتجنب المخاطر المحتملة من التدخلات الطبية (غيتي إيميجز)

وتورد مؤسسة “أبولو كرادل” الطبية للأمومة والطفل عددا من الأسباب التي تجعل من الولادة الطبيعية خيارا صائبا في الحالات الطبيعية، منها:

  • تقليل المخاطر

تجنب أي إجراءات جراحية أو أدوية وقاية للأم والطفل من التعرض لأي نوع من المخاطر المتعلقة بالولادة. وقد تؤدي الأدوية المستخدمة بحالات الولادة غير الطبيعية إلى بطء نمو الطفل الشهر الأول.

  • اضطرابات غير ضرورية

يمكن أن تسبب الحقن المستخدمة في العمود الفقري للأم، عند الولادة أو أي أدوية أخرى، اضطرابات عصبية لدى الطفل.

  •  سهولة الرضاعة الطبيعية

الولادة القيصرية عملية جراحية كبرى تستغرق أسابيع للشفاء، وقد يكون ذلك متعبا للأم، في حين تساعد الولادة الطبيعية على الرضاعة الطبيعية بكل سهولة، حيث يمكن التعافي من عملية الولادة بصورة أسرع.

الحِمية خلال الرضاعة قد تتسبب في تعرض المرأة لسوء التغذية بسبب نقص العناصر الغذائية الهامة، ما يؤثر بالسلب على صحة الأم وطفلها على حد سواء. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa صور: dpa
الولادة الطبيعية تساعد على الرضاعة الطبيعية بكل سهولة حيث التعافي من عملية الولادة يكون أسرع (الألمانية)
  • البكتيريا الواقية

يوجد نوع من البكتيريا الواقية التي تزيد من مناعة الجنين عند الولادة، ويتلقاها عبر مسالك الولادة الطبيعية. والأطفال الذين يولدون عن طريق الولادة القيصرية لا يستفيدون من هذه الميزة، وقد يؤثر ذلك على مناعتهم.

  • انخفاض معدل مشاكل الجهاز التنفسي

يساعد مرور الأطفال عبر قناة الولادة بالولادة الطبيعية إلى طرد السائل الأمنيوسي، الذي يسبح فيه الجنين طوال فترة الحمل بالرحم من الرئتين، مما يقلل من خطر إصابته بمشاكل الجهاز التنفسي،  كما أن التغييرات الهرمونية التي تحدث أثناء المخاض تساعد في التطور السليم لرئتي الطفل على عكس ما يحدث بالولادة القيصرية.

  • تعزز نمو دماغ الطفل

تساعد الولادة الطبيعية في زيادة إنتاج البروتينات التي تساعد في نمو دماغ الطفل وتحفيز وظائفه، أما الولادة القيصرية فتمنع الجسم من إفراز هذه البروتينات وتحرم منها الطفل.

أدوات مساعدة

يمكن للأم التشاور مع طبيبها حول وضع خطة ولادة طبيعية، توضح فيها بالتفصيل ما ترغب في حدوثه قبل وأثناء وبعد المخاض.

وللتغلب على آلام المخاض القوية وتسهيل الولادة الطبيعية، هناك أدوات مساعدة طبيعية، بحسب  “نورتون هيلث كير” (Nortonhealthcare) منها:

  • الولادة في الماء

حيث تكون الأم مغمورة في حوض به ماء دافئ أثناء عملية الولادة، فتلد وتستقبل طفلها في الماء، ويمكن أن تختار الأم أن تكون مرحلة المخاض فقط في الماء وتخرج من الحوض وقت خروج الطفل.

وتعد هذه الطريقة وسيلة جيدة لتخفيف الآلام أثناء الولادة الطبيعية، حيث يساعد الماء الدافئ على الاسترخاء ويوزع الضغط بشكل متساو على أجزاء الجسم، مما يخفف من الألم والتعب أثناء المخاض.

  • استخدام الكرة المطاطية

وهي كرة كبيرة مطاطية مثل الكرة المستخدمة في التمارين الرياضية. وقد تجد الحامل راحة في الوقوف أو القفز عليها أو التأرجح ذهابا وإيابا، أو حتى الاستلقاء عليها أثناء عملية المخاض للتخفيف من آلامه القوية.

وتتلخص في تعليق عمود من المعدن على السرير ليساعد المرأة على اتخاذ وضعية القرفصاء ويسهل عملية الولادة، ويمكن تعليق أقمشة عليه تمسكها المرأة وتضغط عليها لتتخذ الوضعية المناسبة لها أثناء الولادة وتخفف الضغط عنها.

  • الولادة بالكرسي

يساعد استخدام الكرسي في الولادة على تحديد الوضعية أثناء المخاض، حيث يوفر التوازن والدعم. ويساعد على اتخاذ أوضاع مريحة أثناء المخاض، بما في ذلك القرفصاء والركوع.

وقد استخدم الكرسي في الولادة منذ آلاف السنين، ووثقت النقوش الأثرية القديمة وجوده في مصر والحضارة البابلية واليونانية.

وهو عبارة عن كرسي تحتوي أذرعه على مساند يدوية تسمح للأم بالضغط عليها، مع وجود فتحة أسفله.

ووفق موقع “ويب ميد” (Webmd) استخدمت معظم الثقافات أوضاع الولادة المستقيمة مثل الجلوس أو الوقوف أو القرفصاء، ودعمت كراسي ومقاعد الولادة عملية المخاض في وضع مستقيم، قبل أن يلجأ الأطباء للسرير.

والسنوات الأخيرة، عاد استخدام الكراسي بالولادة مرة أخرى، بعضها بنفس الهيئة القديمة، وبعضها عبارة عن مقاعد فقط دون أرجل طويلة ودون ظهر، وبها فتحة في الوسط، ليسهل على المرأة اتخاذ الوضعية الملائمة لها أثناء عملية الولادة بأقل آلام ممكنة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *