التخطي إلى المحتوى

بيروت- «الخليج»

رأى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعين أمس، أنّ العالم يمر اليوم بمرحلة بالغة الدقة من الصراعات المسلحة والأزمات المترابطة التي تثير قلقنا جميعاً.

وتوجه ميقاتي بالشكر لأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ومنظمة الأمم المتحدة، بكافة فروعها ومؤسساتها المتخصصة وتلك العاملة في لبنان، على الجهود التي تقوم بها من أجل مساعدته والمساهمة في تخفيف تبعات الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي يمرّ بها.

وأشار ميقاتي إلى أنّ الوساطة الأمريكية مشكورة ومرحب بها، مؤكداً تمسك لبنان المطلق بسيادته وحقوقه وثروته في مياهه الإقليمية ومنطقته الاقتصادية الخالصة، مبدياً رغبة لبنان الصادقة بالتوصّل إلى حلٍّ تفاوضي طال انتظاره، كاشفاً عن إحراز تقدم ملموس، آملاً الوصول إلى خواتيمه المرجوة في وقت قريب. وقال إن لبنان مصمّم على حماية مصالحه الوطنية وخيرات شعبه وعلى استثمار موارده الوطنية، ويعي أهمية سوق الطاقة الواعد في شرق المتوسط لما فيه ازدهار اقتصادات دول المنطقة وتلبية حاجات الدول المستوردة.

وأشار ميقاتي إلى أنّ لبنان يواجه منذ سنوات عدة، أسوأ أزمةٍ اقتصادية اجتماعية في تاريخه، نالت من سائر المؤسسات ووضعت غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر، وتسببت بهجرة الكثير من الطاقات الشابة والواعدة، وخسارة الوطن خيرة أبنائه، فإضافة الى التدهور الاقتصادي الحاد وغير المسبوق، وانهيار سعر صرف العملة الوطنية الى أدنى مستوى تاريخي لها، والإغلاقات العامة التي فرضتها جائحة كورونا، ناهيك عن فاجعة انفجار مرفأ بيروت الذي نحرص على جلاء الحقيقة بشأنه، وتبعات الأزمة السورية وأعباء النازحين، وجدت الحكومة اللبنانية نفسها امام أزمة سياسية غير مسبوقة، حتّمت علينا السير ببطء وحذر شديدين في حقل أَلغامٍ سياسيةٍ واقتصادية، لتدارك الوضع وتأسيس الأرضية المناسبة للمساهمة في الوصول بالبلاد الى بر الأمان.

واعتبر ميقاتي ان حكومته نجحت في تحقيق العديد من الأهداف التي وضعتها، ومن أبرزها إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها رغم الظروف الصعبة التي يعيشها البلد، لكن الطريق امام لبنان ما زالت شاقة وطويلة ومليئة بالمصاعب قبل الخروج من الأزمة، حيث نعمل بكل ما أوتينا من قوة وعزم على تخطيها بنجاح. وفي هذا السياق قامت حكومتنا بتوقيع اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي، وإننا نتعهد من هذا المنبر بالسير قدماً بكل الإصلاحات التشريعية والإدارية الضرورية للخروج من محنتنا الحاضرة.

وشدد ميقاتي على أن لبنان يعول في هذا الإطار، كما دوماً، على مساعدة أصدقاء لبنان الدوليين، وفي طليعتهم الدول العربية الشقيقة، التي لا غنى للبنان، البلد العربي الهوية والانتماء والعضو المؤسس لجامعة الدول العربية، عنها. إن انتماء لبنان العربي وريادته في الالتزام بالقضايا العربية هما ترجمة لما جاء في دستوره وفي اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية، مجدداً التمسك بذلك الاتفاق وعدم التساهل مع أية محاولة للمسّ ببنوده.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *