التخطي إلى المحتوى

ويقول إبراهيم لموقع “سكاي نيوز عربية”: “ظروف الحرب منعت عشرات الطلاب بكليات الطب من الاحتفال بحصولهم على شهادات التخرج، تواصلنا عبر الإنترنت للحديث عن الفكرة وتحمس إليها نحو 100 طالب، أردنا صنع ذكرى طيبة مع الأهل بعد تعرضنا للعديد من الصعوبات في أوكرانيا“.

وشهدت الاحتفالية تكريم عشرات الطلاب من خريجي كليات الطب بعدد من الجامعات الأوكرانية وتسليمهم دروع تذكارية بحضور محمود القط، أمين سر لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ المصري، الذي وجه كلمة شكر إلى الجهود المبذولة من قِبل وزارة الهجرة لتوفير كافة وسائل التأمين والأمان لهؤلاء الطلاب حتى عودتهم إلى بلادهم.

كانت الحياة هادئة مطلع العام الجاري في مدينة خاركيف حيث يعيش الشاب المصري قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب في 24 فبراير بحسب تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية” حيث استيقظ مفزوعا على دوي أصوات القصف وانتشار الدبابات الروسية في الشوارع وسط صدمة من تسارع وتيرة الأحداث.

ويضيف إبراهيم لموقع “سكاي نيوز عربية”: “توقفت الحياة في خاركيف، رائحة الموت في كل مكان، بقيت في منزلي لأيام طويلة، اضطررت لاستخدام المياه العادية وهي غير قابلة للشرب كما واجهت صعوبة في النوم وشعور بالعزلة لكن قاومت تلك الحالة بالتواصل مع زملائي الطلاب والسعي لإيجاد مخرج من الأزمة“.

ويتابع رئيس اتحاد طلاب مصر بأوكرانيا: “شاركت في العديد من اللقاءات الإلكترونية مع الدكتورة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج حينذاك والجالية المصرية في أوكرانيا فضلا عن السفارة، وضعنا خطة الخروج الآمن للطلاب من خاركيف، وكانت الحدود المجرية هي الاختيار الأنسب“.

واختار إبراهيم المكوث داخل أوكرانيا لاستكمال الفترة المتبقية من الدراسة موضحا لموقع “سكاي نيوز عربية” قلقه من السفر قبل استلام شهادة التخرج من جامعة كرازن الوطنية ثم العدول عن قراره بعد اهتزاز بيته خلال هجوم بالصواريخ، على الفور جمع ملابسه ومتعلقاته  في حقيبة كبيرة لينطلق سريعا نحو مدينة لفيف ومنها إلى الحدود المجرية رفقة أحد أصدقائه.

ويسترسل الطبيب المصري لموقع “سكاي نيوز عربية”: “كان القطار مزدحما للغاية، وقفنا لساعات طويلة على أقدامنا دون راحة، زحف الإرهاق على جسدي وظهر جليا على وجهي فقامت إحدى السيدات بمنحي قطعة من الشوكولاتة وزعتها بيني وطفلها الصغير، وبعد الوصول للمحطة المنشودة صار لزاما علينا السير 6 ساعات داخل غابة مظلمة للوصول إلى الحدود المجرية“.

تلقى إبراهيم وصديقه دعم كامل من السفارة المصرية في المجر وفقا لحديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” من خلال توفير مكان للإقامة وطائرة العودة إلى القاهرة ليستقبل في الوقت نفسه خبر حزين بتعرض بيته في خاركيف للهدم في قصف جديد بالمنطقة، يقول عن ذلك: “حمدت الله على إنقاذ حياتي من موت مُحقق“.

تجربة مماثلة خاضها محمود عطية، أحد المشاركين في احتفالية التخرج، حيث قضى أوقاتا عصيبة في مدينة إيفانو فرانكيفسك غربي أوكرانيا، كما يؤكد لموقع “سكاي نيوز عربية” بداية من مفاجأة الحرب القاسية التي لم يتوقعها رغم المناوشات السابقة ثم تدمير المنشآت الحيوية في المنطقة وحالة الانفلات الأمني في الشوارع.

ويذكر عطية لموقع “سكاي نيوز عربية”: “عانينا من نقص الطعام بعد نهب المحلات وإغلاقها، تحولت إيفانو فرانكيفسك إلى مدينة أشباح، لجأنا جميعا إلى المخابئ المخصصة لحمايتنا خلال الحرب، توقفت البنوك عن العمل ولم نتمكن من الحصول على أموالنا، كانت الرؤية ضبابية وآثار الدمار منتشرة في الأرجاء“.

ويردف خريج جامعة ايفانو فرانكيفسك الوطنية: “تلقينا نصائح من السفارة المصرية في أوكرانيا بالسفر إلى الحدود المجرية لكونها أقل ازدحاما من المناطق الأخرى، خضنا رحلة مليئة بالتحديات لصعوبة توافر وسائل الانتقال فضلا عن السير 12 كيلو على الأقدام لدخول الدولة المضيفة لنجد ممثلين عن القنصلية ببوخارست في انتظارنا.

ويختتم عطية حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” قائلا: “بعد شهور حصلت على شهادة التخرج من خلال مخاطبات عديدة للجامعة بمساندة وزارة الخارجية المصرية، وتم نقلها إلى بولندا أولا لعدم توافر شركات نقل من أوكرانيا إلى مصر، لذلك جاءت احتفالية التخرج بمثابة التقاط الأنفاس من الظروف الصعبة واكتمال لفرحتنا بانتهاء الدراسة”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *