التخطي إلى المحتوى

وصل الغضب الشعبي الذي يجتاح إيران إلى سجونها، وتسبب في مذبحة كبيرة داخل السجن، بدأت بمقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، بعد سلسلة من الانفجارات والاشتباكات والحرائق داخل سجن إيفين سيئ السمعة.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، أن العشرات أصيبوا في السجن، وقدمت السلطات حقيقة مغايرة للواقع، ووصفت الاشتباكات بأنها نزاع داخلي في السجن، معترفة بوجود فوضى عارمة في أكبر سجون طهران هزت صورة حكومة الملالي وفضحت الوضع الهش الذي يعيشه.

وقال شهود عيان إن سلسلة من الانفجارات وقعت بالسجن، بعد ذلك اندلعت النيران. وقالت الوكالة الرسمية إن مجموعة من نزلاء عنبر يجري فيه احتجاز قطاع الطرق والبلطجية تسببت في الاضطرابات التي بالتالي أدت إلى اندلاع حريق أخمد لاحقا.

سوء المعاملة

وبحسب تقارير إعلامية، فقد هرع عدد من أقارب المعتقلين إلى مكان الحادث بدافع القلق، لا سيما أن سجن إيفين اشتهر أنه يستخدم لاحتجاز السجناء السياسيين والمثقفين، وتم على نطاق واسع الإبلاغ عن سوء المعاملة والظروف القاتمة داخله، ويحتجز فيه أيضا عدد من مزدوجي الجنسية بتهمة التجسس.

وجرى نقل عدد من المتظاهرين إلى السجن لمشاركتهم في المظاهرات المناهضة للحكومة، التي وقعت أخيرا نتيجة مقتل الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) والتي اعتقلت لعدم اتباع قواعد اللباس الصارمة للمرأة وتوفيت أثناء احتجازها لدى الشرطة.

وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء الوضع في السجن، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في تغريدة عبر تويتر «إننا نتابع التقارير الواردة من سجن إيفين بقلق، إيران مسؤولة مسؤولية كاملة عن سلامة مواطنينا المحتجزين ظلما، والذين ينبغي إطلاق سراحهم على الفور».

مذبحة جديدة

وأكدت تقارير لمنظمة مجاهدي خلق أن السجن شهد عمليات إطلاق نار شدیدة وحريقا كبيرا، وأن حياة عدد من السجناء باتت في خطر.

وبدأت الاشتباكات بدوي انفجار هائل في سجن إيفين، واهتزت جميع نوافذ المباني المحيطة بالسجن، وخرج بعض السجناء إلى السطح، وباتت شعارات «الموت للديكتاتور»، و»الموت لخامنئي» مسموع حول سجن إيفين.

من جهتها طالبت رئيسة مجاهدي خلق مريم رجوي، الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي بالتدخل السریع لمنع مذبحة سجناء إيفين.

ودعت أهل وشباب طهران إلى مساعدة العائلات التي ذهبت إلى سجن إيفين والتعاون لإنقاذ حياة الأسرى الذين يواجهون إطلاق النار من قبل الحراس حتى لا يتمكن النظام من ارتكاب المجازر، وأضاف أنه في سيناريو مشابه في الأسبوع الماضي قتل ما لا يقل عن 10 سجناء بالرصاص والنيران في سجن لاكان في رشت، وأصيب عدد آخر.

تواصل القمع

ووفقا لتقارير شهود عيان، استخدم نظام الملالي بشكل منهجي سيارات الإسعاف لنقل المحتجين المعتقلين منذ الأيام الأولى للانتفاضة، وبحسب هذه التقارير، خوفا من هجوم المتظاهرين على القوات القمعية ومركباتهم، والذي يحدث على نطاق واسع، استخدم نظام الملالي أيضا سيارات الإسعاف بشكل منتظم لنقل القوات الأمنية والقمعية من وإلى المكان الذي تتشكل فيه الاحتجاجات.

وفي بعض الحالات، شهد المتظاهرون قيام قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين من سيارات الإسعاف، ولاحظ المتظاهرون هذا التكتيك في كثير من الحالات خلال المظاهرات وهاجموا سيارات الإسعاف في كثير من الحالات، تمكنوا من إطلاق سراح المحتجزين من سيارات الإسعاف وساعدوهم على الهرب. وتظهر المقاطع المختلفة وتقارير شهود العيان بوضوح أن القوى القمعية استخدمت سيارات الإسعاف بطرق مختلفة لقمع الانتفاضة.

خداع النظام

وبحسب وسائل الإعلام الحكومية، فقد هوجمت ما لا يقل عن 85 سيارة إسعاف من قبل المتظاهرين، بعدما استخدمتها قوات الأمن والقمع في نقل المعتقلين وخداع المحتجزين، وشهد متظاهرون في مشهد (شمال شرقي) نقل المتظاهرين المعتقلين بسيارة إسعاف من مكان الحادث، وبعدها وضعت القوات القمعية في جوهاردشت (في كرج غرب طهران) سيارات إسعاف عدة دون لوحات تسجيل قبل مهاجمة المتظاهرين، ثم نقلت المعتقلين بواسطة سيارات الإسعاف، وأوقف متظاهرون في رشت (شمال) سيارة إسعاف كانت تستخدم لنقل الموقوفين وعدد من المتظاهرات اللواتي تم اعتقالهن.

وشوهدت سيارات إسعاف لا تحمل أرقاما مع وجود قوى قمعية فيها، فيما استخدام سيارات الإسعاف لنقل المتظاهرين المعتقلين، واحتج موظفو وممرضات مستشفى الرازي في رشت على استخدام سيارات الإسعاف لقمع الناس. وحمل كل منهم لافتة كتب عليها «سيارات الإسعاف وسيلة لنقل المرضى».

شاهدة عيان

وسجلت إليانا رز ليهتينين التي عملت في مجلس النواب الإيراني من 1989 إلى 2019، وشغلت منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية شهادة مهمة، أكدت خلالها أن شباب وفتيات إيران عازمون على إسقاط الملالي.

وقالت: كنت في جامعة تبريز، نزلنا سلالم المطعم مع عدد قليل من الطلاب الذين جمعتهم. وبدأنا في ترديد الشعارات، على الفور رأينا من كانوا على الدرج، وراحوا يرددون معنا شعارات مناهضة للنظام. كان من المثير للاهتمام أن الطلاب كانوا نشيطين وأن بعض الطلاب الذين كانوا يقفون على الجانب استجابوا بشكل إيجابي لدعوة الأصدقاء.

وتضيف: قادنا الطلاب إلى بوابة «قاضي»، حيث هاجمتنا قوات الأمن وبدأت الاشتباکات أمام كلية عمران، كانت هناك بعض اللافتات التي مزقناها، أراد الباسيج إيقافنا، لكن عندما رأوا غضب الطلاب بدأ الباسيج أنفسهم في تمزيق اللافتات.

تمزيق الرموز

وتتابع «كانت تجربتي أنه أينما دخلنا بكل قوتنا وبجدية يتردد العدو ويتراجع. من هناك ذهبنا إلى کلیة العلوم الطبية، في الطريق کانت هناک لافتة قاسم سليماني في مكان ما، اندفع الطلاب نحوها لتمزيقها، وهاجمت قوات الأمن واندلع الاشتباک. بدؤوا في إطلاق النار. على أي حال، عدنا إلى ساحة کلیة الکیمیاء، أردنا الذهاب إلى الباب الرئيسي لكننا رأينا بعض الأشخاص من أفراد الباسيج شكلوا جدارا إنسانیا وطلبوا منا عدم الذهاب أبعد من ذلك، لكن الحشد كان كبيرا لدرجة أنهم دفعوهم جانبا وسار الحشد نحو الباب الرئيس، أدركنا أن النظام رفع طائرة دون طيار كانت فوقنا.

كان الطلاب يرددون هتافات عالية، كان مشهدا رائعا بسبب الوحدة في ميدان العمل، كان الجميع سعداء حقا وكانوا يهتفون عندما وصلنا إلى الباب الرئيس.

أقفل حارس الأمن الباب.

كان الطلاب يدفعون من أجل فتح الباب.

فجأة رأيت فتاة تقفز من الباب وبعد ذلك ذهب 3 أشخاص وكسروا القفل بأداة وفتحنا الباب وغادرنا الجامعة إلی شوارع المدینة، الشيء المثير للاهتمام هو أن طلاب السنة الأولى الذين كانوا في يومهم الأول في الجامعة انضموا سريعا إلى التجمع، كان الحشد كبيرا لأن جامعة تبريز كبيرة جدا وتضم حوالي 20000 طالب.

ضرب مبرح

وتواصل رز ليهتينين حكاية قصتها فتقول «في اليوم التالي سمعت أن الناس قد تجمعوا داخل مدینة تبريز، فذهبت أنا أيضا.

صدقني لم أر يوما أكثر ازدحاما من اليوم في تبريز.

وخاصة أن قسما مهما من سوق تبريز قد انضم إلى الإضراب.

رأيت أحد جيراننا يبلغ من العمر حوالي 50( عاما) وكان نشطا جدًا في الانتفاضة، قال إنه وزوجته تعرضا للضرب المبرّح.

رأيت آثار الضرب على جسده.

وقال إنه سمع من أحد قادة «الباسيج» أن كل فرد من أفراد «الباسيج» یأخذ 2.5 مليون تومان في اليوم لمشاركته في القمع، وأن من بين الوحدات الخاصة هناك الكثير من عناصر حزب الشيطان اللبناني.

واضافت «قمت أمس برحلتين سريتين إلی تبريز، قبلها قاموا بطرد جميع العاملين من المطار، اليوم كان الوضع في جامعة تبريز حرجا، ظروف مثل جامعة الشريف للتكنولوجيا، الطلاب الذين بقوا في الجامعة ممنوعون من الخروج وكأنهم مسجونون بالداخل، أي شخص يريد التصوير يتم القبض عليه أو إطلاق النار عليه بالبنادق.

دلائل استخدام الإسعاف لقمع المتظاهرين:

خروج قوات الشرطة من سيارة إسعاف في الشوارع بالقرب من أماكن الاحتجاجات.

دخول سيارات الإسعاف إلى مركز الشرطة.

سيارات إسعاف تحمل لوحة ترخيص خاصة بحرس الملالي.

عدد من سيارات الإسعاف دون لوحات.

وسط الاشتباكات تحرك عدد كبير من سيارات الإسعاف في طابور.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *