التخطي إلى المحتوى

وثّق ناشطون سوريون داخل مخيمات اللجوء في عرسال (بقاع، وسط لبنان) أمس الأربعاء قوافل عودة للاجئين السوريين من لبنان إلى بلدهم، وهم محمّلون بما تبقى من مقتنياتهم المتواضعة.

ووثقت عدسات الهواتف كيف حمل اللاجئون أمتعتهم وبعض أساسات خيامهم ونقلوها معهم بشاحنات في رحلة عودتهم إلى ديارهم بعد غياب طويل.

وأثارت مشاهد عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بعد أن مكثوا في لبنان لسنوات عدّة، موجة غضب وقلق على مصيرهم بين النشطاء عبر الفضاء الرقمي، مستخدمين وسم #أنقذوا_اللاجئين_السوريين_في_لبنان.

وبينما وصف مسؤولون لبنانيون عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بـ”اليوم الوطني”، وفق تصريحات صحفية رسميّة، قوبلت هذه التصريحات بموجة انتقادات واسعة.

آلاف السورين عادوا إلى قراهم بعد سنوات من التهجير والغياب (الفرنسية)

ترحيل وانتقادات

ودوّن الصحفي وقاص القاضي قائلًا “لبنان الدولة المنزوعة القرار.. تباشر بترحيل اللاجئين السوريين رغم التحذيرات الأممية من مخاطر تعرضهم لأعمال انتقامية من قبل قوات النظام والمليشيات المساندة له”.

أمّا المغرد محمد خير كنجو، فقال: مصطلح العودة “الطوعية” الذي ابتدعته بعض حكومات الدول “الشقيقة” ما هو إلا للتضليل وتجميل قبيح فعلهم الذي يرتقي لجرائم ضد الإنسانية حسب المواثيق الدولية، الحقيقة هي إعادة قسرية، ومن يرفض يتعرض للابتزاز والترهيب والإجبار.

من جانبها، علّقت الناشطة دارين العبد الله عبر منشورٍ لها بالقول: العودة القسرية للاجئين السوريين اليوم من لبنان تعني الحكم بإعدام واعتقال وتشريد وتجويع مئات الآلاف من العائلات، لبنان يرتكب جريمة إنسانية وعنصرية وجنائية غير مسبوقة بحق السوريين الفارين أصلا من “جحيم الأسد”، في إشارة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

من جانبه، غرّد الوزير اللبناني السابق طلال أرسلان قائلا: إعادة تنشيط عودة النازحين إلى بلادهم تحقق الخطة التي أقرت في مجلس الوزراء وتثبت من جديد ما قلناه منذ البداية إن الموضوع متوقف على قرار سياسي لبناني متحرر من الضغوط الدولية وهو ما لم يكن متوفرا في السابق.

وأضاف “علما أنّنا لقينا كلّ التنسيق والتعاون والتسهيلات المطلوبة من قبل الدولة السورية. المهم اليوم أن يكون هناك قرار سياسي جدي وليس صوري حيث المطلوب تغليب المصلحة الوطنية بعيدا عن مصالح الخارج”.

عودة وترحيب

وأفادت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) بأن دفعة من “المهجرين” السوريين وصلت من المخيمات اللبنانية عبر معبر “الدبوسية” (الحدودي مع ريف حمص) للعودة إلى مناطقهم “الآمنة والمحررة من الإرهاب”، وفق قولها.

في حين نقلت الوكالة الوطنية اللبنانية عن وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هكتور حجار قوله إن “هذا يوم وطني بامتياز.. القرار السياسي اتخذ، العودة ثم العودة، هناك دفعات أخرى، وسنستمر”.

ومنذ أسابيع، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون إنجاز اتفاقية تعيد النازحين السوريين إلى بلدهم على دفعات ابتداءً من نهاية أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

والثلاثاء الماضي، قال مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم إن بلاده لن تجبر أي لاجئ على العودة إلى سوريا.

وأوضح أن هناك مليونين و80 ألف نازح سوري موجودون حاليا في لبنان، وقرابة 540 ألف سوري عادوا طوعا إلى بلدهم منذ بدء الخطة عام 2017.

تعليق ومخاوف

ومطلع سبتمبر/أيلول الماضي، عدّلت المديرية العامة للأمن العام اللبناني شروطها لقبول دخول السوريين عبر الحدود بغرض مراجعة سفارة أجنبية، مطالبة بإرسال أسمائهم عبر “الفاكس” من السفارة المعنية.

وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش أن “سوريا أبعد ما تكون عن توفير الأمن والسلامة للعائدين”.

وكتبت مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة لما فقيه، في مقالةٍ لها أن “اللاجئين السوريين الذين عادوا بين عامي 2017 و2021 من لبنان والأردن واجهوا انتهاكات جسيمة”.

ويعيش معظم اللاجئين السوريين في فقر، كما ساءت ظروفهم المعيشية بسبب غرق لبنان في مشكلات اقتصادية وأخرى متعلقة بإمدادات الطاقة منذ عام 2019.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *