التخطي إلى المحتوى

أعطى “حزب الله” موافقته الأخيرة على الاتفاق (Getty)

نقلت “رويترز” عن مصادر مطّلعة أن “حزب الله” اللبناني راجع المسودة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بدقة وأعطى إشارة القبول.

وقال مسؤول لبناني كبير ومصدر غربي مطلع على العملية وآخرون مطلعون على تفكير “حزب الله”، إن الاتفاق كان أكثر أهمية للواقعية التي أظهرها حزب الله، مشيرين إلى تحول الأولويات للحزب.

وقال أحد المصادر المطلعة على تفكير حزب الله ان “قيادة حزب الله دققت بالتفاهم سطراً سطراً قبل اعطاء الموافقة عليه”.

ويرى حزب الله، وهو أكثر انخراطاً من أي وقت مضى في شؤون الدولة، أن استغلال النفط والغاز البحري هو السبيل الوحيد للبنان للخروج من الانهيار المالي المدمر الذي أصاب جميع اللبنانيين بشدة، بما في ذلك جمهوره.

وبحسب الوكالة، فإنه على الرغم من أن دعم طهران ما زال قوياً، فقد أدت العقوبات الغربية إلى تقليص حجم الأموال التي يمكن أن ترسلها إيران إلى “حزب الله”.

“الخراب” أو الواقعية

وسيشكل اكتشاف الطاقة، رغم أنه ليس كافياً بمفرده لحل مشاكل لبنان الاقتصادية العميقة، نعمة كبيرة مع توفيره العملة الصعبة التي تشتد الحاجة إليها، وربما في يوم من الأيام يخفف من انقطاع التيار الكهربائي.

وقال نائبان من “حزب الله” لـ”رويترز”، إن الجماعة منفتحة على فكرة الصفقة كمسار لتخفيف بعض المشاكل الاقتصادية في لبنان.

وقال سامي عطا الله، المدير التنفيذي للمركز اللبناني للدراسات السياسية، “كان عليهم التعامل معها بطريقة عملية وليس أيديولوجية”، واصفاً دور حزب الله بأنه حاسم.

وأضاف “كانوا يعلمون أن لديهم القدرة على إحداث الفوضى إذا أرادوا ذلك – لكن ذلك كان سيأتي بتكلفة باهظة”.

وقال المسؤول اللبناني والمصدر الغربي المطلع على العملية إن اللواء عباس إبراهيم، المسؤول الأمني ​​اللبناني الكبير الذي التقى أيضاً بالمبعوث الأميركي هوكشتاين، مرات عدة، أبلغ قيادة حزب الله بالمقترحات الأميركية .

وقال المصدر الغربي إن “حزب الله” نقل في وقت ما إحباطه من بطء وتيرة المحادثات إلى هوكشتاين عبر إبراهيم.

ورداً على سؤال حول دور “حزب الله”، قال رئيس وحدة الاعلام في الحزب، محمد عفيف، إن الدولة خاضت المفاوضات “ونحن وقفنا خلفها”، مضيفًا: “كنا معنيين بحصول لبنان على حقه في ثرواته”.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن المفاوضات أجريت مع القيادة السيادية للبنان ولم تشمل محادثات مع “حزب الله”.

وقال مسؤول أميركي لـ”رويترز” إن “حزب الله” كاد “يقضي على الاتفاق بخطاباته الاستفزازية وأفعاله التي تهدد يالحرب”؛ مضيفًا أنه لا يمكن لأي حزب ولا ينبغي أن يدعي النصر” في إحراز الاتفاق.

التطبيع لا يزال بعيداً

وأعطى “حزب الله” الضوء الأخضر لتفاصيل مثيرة للجدل. وشمل ذلك إشارة ضمنية إلى الترتيبات التي ستؤدي إلى حصول إسرائيل على حصة من عائدات حقل قانا، الذي اعتبره لبنان بالكامل في مياهه، لكن إسرائيل قالت إنها جزء منه.

وقال رئيس حزب “التيار الوطني الحر” (الحليف لـ”حزب الله”) جبران باسيل، والذي تابع المحادثات عن كثب، لـ”رويترز”، إن الحل الدبلوماسي يتطلب من شركة “توتال إنرجي” الفرنسية، التي من المقرر أن تقوم بالتنقيب نيابة عن لبنان، إبرام صفقة منفصلة مع إسرائيل تحصل بموجبها على جزء من العائدات، متجاوزة أي مشاركة لبنانية.

وقال متحدث من شركة “توتال إنيرجيز” إنه ليس لديهم تعليق.

وقال مصدران دبلوماسيان فرنسيان إن مسؤولين فرنسيين التقوا بممثلي “حزب الله” بشأن الاتفاق الشامل.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا ساهمت بفاعلية في الاتفاق “لا سيما من خلال نقل الرسائل بين الأطراف المختلفة بالتنسيق مع الوسيط الأميركي”

وعلى الرغم من تضافر جميع الأطراف للتوصل لهذا الاتفاق، إلا أن السلام لا يزال بعيد المنال بين الدولتين المتنازعتين حول العديد من القضايا، ومع نفوذ “حزب الله” المترسخ بعمق في بيروت.

ولكن بعد مرور أكثر من 16 عاماً على الحرب الأخيرة، يمكن للفوائد التي يتم جنيها من أي إنتاج للغاز أن تساعد في درء الحرب. وقال مصدر مطلع على تفكير حزب الله “بمجرد وصول الأنابيب إلى الماء، تصبح الحرب بعيدة”. 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *