التخطي إلى المحتوى


03:27 م


الأحد 23 أكتوبر 2022

كتب- محمود سعيد وطارق سمير:

مساء الثلاثاء الماضي، كان “س. م” صاحب عقار بشارع أحمد عصمت في عين شمس صاعدًا إلى شقته بالطابق الثالث، حين اشتم رائحة كريهة تنبعث من شقة بالطابق الثاني تسكنها سودانية وطفلتها.

قبل 6 أشهر، قدمت سيدة تحمل جنسية دولة جنوب السودان إلى صاحب العقار، طالبة استئجار الشقة لتسكنها مع ابنتها الوحيدة بعدما انفصلت عن زوجها، يقول صاحب العقار “محدش كان بيتردد عليهم أبدًا ولا نعرف عنهم حاجه”.

يوم الواقعة، نادى الشاب الثلاثيني على ساكني العقار، نظر من فتحة مكسورة مغطاة بـ”كرتونة” في الباب، أصابته صدمة من هول المشهد داخل الشقة “السيدة وابنتها معلقتين بحبل مربوط بجنش السقف” ودماءهما تكسو أرضية الشقة.

يقول صاحب العقار في تصريحات لمصراوي، إنه أبلغ النجدة على الفور، وتلقى اتصالات عدة من رجال المباحث والإسعاف والإطفاء الذين حضروا على الفور، وفتحوا الشقة حيث على عثروا على الأم وابنتها “دمهم سايح على الأرض لحد الباب”.

داخل الشقة، كانت الرائحة كريهة وبدا الانتفاخ على الجثتين، حسبما يصف الشاهد لمصراوي، قائلًا: “شكل عدى على وفاتهم أكتر من يوم”.

وأضاف أنه سمع من بعض السودانيين أن السيدة كانت تتلقى العلاج في مصر ورفضت العودة لزوجها وانفصلت عن باقي أسرتها لتعيش مع ابنتها، لكن مع ضيق الحال وعدم حصولها على المساعدات المعتادة في حالتها أقدمت على الانتحار.

نقل رجال الإسعاف الجثتين إلى المشرحة، ورجح التقرير الطبي الأولي أن السيدة قتلت ابنتها ثم انتحرت بعدها.

ودلت التحريات أن الأم تعاني من حالة مادية ونفسية صعبة منذ انفصالها عن زوجها والد الطفلة، وفي يوم الواقعة تخلصت من الطفلة وانتحرت.

يذكر أن الدولة تعمل على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.

كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102.وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *