التخطي إلى المحتوى

لم يكن متوقعاً أن يوجّه النائب السابق زياد اسود انتقاداً مبطناً الى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، بالقول إنه “فاشل” و”متكبّر”.. فهذا التبدل في الخطاب، يؤشر الى انفجار الخلافات بعد تناميها في الفترة السابقة، وتؤكد دخول التيار في المرحلة الثالثة من التطهير في داخله. 

وغداة إعلان النائب السابق ماريو عون استقالته من التيار، قائلاً إن “الطبّاخين في التيار وبينهم النائب جبران باسيل خطّطوا للإطاحة بي”، تلقى عون، أحد مؤسسي التيار القدامى، كتاباً رسمياً بإقالته. 

وقال ماريو عون في تغريدة: ” وردني بتاريخه (السبت) كتاب فصلي من التيار علماً بأنني كنت قد تقدمت بتاريخ 14 تموز/يوليو الفائت باستقالتي من الحزب الذي ساهمت بتأسيسه”. واضاف: “أستغرب كيف يصدر هكذا قرار إستعراضي كأن يُفصَل مَن استقال أصلاً”. 

وتابع: “بالرغم من كل ما حصل معي يهمني التأكيد بأنني لن أحيد عن مبادئي التي تتمثل بخط العماد ميشال عون”. 

وسرعان ما جاءت الردود على تغريدته، من مؤيدي التيار ومعارضيه. وكان لافتاً رد النائب السابق زياد اسود الذي سأل زميله عن الاسباب التي تدفعه للاهتمام أساساً بهذا القرار، قائلاً: “اخطاؤهم يرمونها على غيرهم”، وتابع: “فاشل ومتكبر و ما خلوه”، في اشارة الى رئيس التيار جبران باسيل، وطالبه بعدم الاهتمام.

مجلس الحكماء والقضاء الحزبي
وأسود، أيضاً، تعرض لاختبار حزبي مماثل، حين تحدثت معلومات قبل ايام عن أن ملفه بات في عهدة مجلس الحكماء تمهيداً لاتخاذ قرار بطرده. يمتد ملف ومحاكمة القياديين الى مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، حيث توعد باسيل بمحاسبة التياريين. وبينما لم يتم ترشيح ماريو عون، ابن بلدة الدامور، على قوائم التيار الانتخابية في دائرة الشوف عاليه في الانتخابات الاخيرة، رفض أسود التنحي لصالح أمل أبو زيد في جزين، ما أدى الى خسارة الاثنين. 

وكان ماريو عون قال في مقابلة فيديو نشرها موقع “ليبانون ديبايت” المحلي يوم الجمعة: “تقدّمتُ باستقالتي من التيار الوطني الحر والطبّاخون في التيار وأوّلهم جبران باسيل خطّطوا للإطاحة بي”، واضاف: “لا يعتقدنّ أحد أنّ الصفحة ستُطوى بهذه السهولة”. وقال إنه “طُعن وضُرِب في بيت أبيه”، مؤكداً أنه “لن يسامح من مسّ بكرامته”. 

مرحلة التطهير الثالثة

وتعد هذه المرحلة، الثالثة من عملية التطهير التي تتم في داخل التيار الوطني الحر والتي بدأت إثر تولي باسيل رئاسة التيار في العام 2015 واقصاء “الصقور” من “رفاق النضال”، وظهرت معالمها في التسوية الرئاسية مع تيار المستقبل التي أفضت الى وصول الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية. أما المرحلة الثانية فبدأت بعد انفجار الازمة المالية في حراك 17 تشرين 2019، واليوم بعد الانتخابات النيابية، دخل التيار المرحلة الثالثة. 

وتتحدث معلومات عن أن تغير في المزاج وضعف الولاء لباسيل في صفوف أعضاء  كتلته، ابرزه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي انتقد قبل يومين تعيين قاض رديف في ملف انفجار المرفأ، والتباين في المواقف بين باسيل والنائب ابراهيم كنعان.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *