التخطي إلى المحتوى

وفي حال نجحت هذه المبادرة العلمية التي تحمل اسم “دارت”، فإن ذلك سيكون إيذانا بقدرة البشرية مستقبلا على تفادي اصطدام كوكيبات خطيرة بكوكب الأرض.

وفي حديثه عن العملية، يقول أستاذ هندسة الطيران في جامعة كولورادو الأميركية، البروفيسور جاي ماكماهن، أن رهان “دارت” هو فهم الطريقة الممكنة لتحريف مسار كويكب “في حال احتجنا إلى ذلك مستقبلا”.

وقال الباحث المشارك في المشروع في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية”، “نحن واثقون من نجاح المهمة”، موضحا أنه من غير الوارد أن يجري إخطاء هذا الكويكب الذي لا يشكل خطرا على الأرض، لكنه سيخضع لتحريف المسار، في إطار تجريبي فقط.

وتابع أن الهدف هو التأكد من قابلية البشرية لتحريف مسار الكويكبات مستقبلا في حال كانت متجهة صوب كوكب الأرض، مستطردا أن المهمة ستحصل على معلومات أكثر تفصيلا بشأن سطح الكويكب.

وأشار إلى أن المركبة الفضائية سترسل صورا إلى حين حصول الاصطدام مع الكويكب، وبما أن المركبة ستتفتت، فإنه لن يكون ثمة توثيق لعملية تحريف المسار “لكن ثمة قمر اصطناعي سيواصل تصوير الكويكب ديمورفوس من بعيد”.

هدف المهمة

من ناحيته، قال مدير فلك مركز الفلك الدولي، محمد شوكت عودة، إن هذه التجربة اختيرت بعناية، حتى تصطدم المركبة بكويكب صغير يدور حول كويكب أكبر منه.

وأضاف في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية”، “بالنسبة إلينا في الأرض، عندما نقوم في الأحوال الطبيعية، برصد الكويكبات، ينتج لدينا ما يسمى بالمنحنى الضوئي، وبالتالي، فإزاء هذا الكويكب المزدوج، أي الصغير أمام الكبير، سنلاحظ من المراصد الأرضية اختلاف الإضاءة القادمة من الكوكبين”.

وأضاف عودة أن الهدف من المهمة هي فتح الباب أمام حماية الأرض من مخاطر سقوط كويكبات محتملة قد تكون في طريقها إلى الكوكب الذي نعيش في رحابه.

واستغرق المسبار فترة زمنية مقدارها 10 أشهر ليصل إلى الكويكب وسيحدث الاصطدام فجر الثلاثاء 27 سبتمبر في الساعة 03:13 صباحا بتوقيت الإمارات وستكون سرعة المسبار لحظة الاصطدام 22 ألف كيلومتر في الساعة وحينها سيكون الكويكب على بعد 11 مليون كيلومتر من الأرض.

ويبلغ قطر الكويكب الصغير 100 ضعف قطر المسبار ومن المتوقع أن تتغير سرعة الكويكب بمقدار 01% فقط ويلمع الكويكب الآن بالقدر 14.5 ولا يمكن الجزم بما سنراه من الأرض وقت الاصطدام فتتراوح التقديرات من أننا سنلاحظ تغيرا كبيرا على لمعان الكويكب وقت الاصطدام إلى أننا لن نلحظ أي شيء وسيحتاج العلماء إلى عدة أيام أو أسابيع بعد الاصطدام لرصد ودراسة حركة الكويكب الصغير الجديدة لمعرفة نجاح التجربة من عدمها.

وقال ” تواصل مركز الفلك الدولي مع المشرف على هذه المهمة ليكون مرصد الختم الفلكي أحد المراصد العالمية التي تشارك في التحليل الفوتومتري للكويكب بعد الاصطدام لتقييم مدى نجاح التجربة وبالفعل تم قبول مشاركة المرصد كأحد المراصد المشاركة من دولة الإمارات.. وسيقوم مرصد الختم الفلكي برصد الكويكب لحظة الاصطدام إضافة إلى إجراء الأرصاد الفوتومترية بعد ذلك ومشاركتها مع المشرفين على المهمة هذا ويمكن متابعة الاصطدام على الهواء مباشرة عبر تلفزيون ناسا”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *