التخطي إلى المحتوى

الحكم على مصريين استدرجوا طبيب سعودي وسرقوه تحت تهديد السلاح • صحيفة المرصد

أطل رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتانياهو، عبر القناة السعودية، (العربية)، الخميس، في سابقة فتحت باب النقاش حول التحضير في الكواليس لخطة سلام بين البلدين، بدأت معالمها تظهر من خلال “إعلان نوايا نتانياهو” عبر شاشة تابعة للمملكة.

مظاهرات الأردن: السلطات توقف تطبيق تيك توك في أنحاء المملكة وسط دعوات لمواصلة الاحتجاجات

وتعهد نتانياهو، بالسعي إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع السعودية بمجرد توليه منصبه، واعتبر أن تطبيع العلاقات مع المملكة من شأنه أن يعزز السلام مع الفلسطينيين، وأنه سيكون مدخلا لمحادثات سلام تجري مع الفلسطينيين.

الاحتجاجات تتواصل بالأردن.. الأمن يعلن عن إصابتين بالرصاص بعد مقتل العقيد

فما دلالات ظهور نتانياهو على قناة “العربية”؟ وهل تتخلى السعودية عن مواقفها المتشددة حيال السلام مع إسرائيل؟

مؤشر 

يشير أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية، وعضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي، مئير مصري، في حديث لموقع “الحرة” إلى أن “الزمن تغير، وأسلوب تعامل النظام الرسمي العربي مع القضايا الإقليمية تغير”.

ويقول المصري إن “العلاقة مع إسرائيل لم تعد من المحرمات العربية كما كان الوضع في السابق”، مردفا “فلنكن واضحين، السعودية ليست مجرد دولة عضو في الجامعة العربية، بل هي القاطرة التي تعبر عن التوجه العربي العام في المنطقة اليوم، وهي قوة دولية صاعدة”.

إلا أن المحلل السياسي السعودي أحمد الركبان، يرى حديث لموقع “الحرة” أن “ظهور نتانياهو على قناة (العربية) لا يدل على أي مؤشر للتطبيع، لكن ربما حصل ذلك لكشف نوايا نتانياهو في هذا الجانب، خاصة تجاه السعودية”.

وشدد الركبان على أن “ظهوره لا يعطي مؤشرات أن هناك ما يُحضر في الكواليس، فقناة (العربية) تعتبر قناة عالمية، وتستضيف جميع السياسيين من جميع أنحاء العالم، ولديها تصورات مختلفة في نقل وجهات النظر، (..) ولا أظن أن في ذلك إيحاء أن هناك اتفاق قادم بين المملكة وإسرائيل”.

ويقول إن “قناة (العربية) تعمل على نقل جميع وجهات النظر من خلالها وليس عن طريق وسطاء. وظهور أي شخص من إسرائيل لا يعني أن لدى السعودية أي هدف سوى إظهار أكثر من وجهة نظر”.

سلام من دون شروط؟

لم يقبل نتانياهو بمطالب السعودية بما يتعلق بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، لكنه يعتبر أن السلام لا يزال ممكنا من خلال إيجاد حلول أخرى، بحسب ما قاله رئيس الوزراء المكلف في المقابلة.

وضمن هذا الإطار يشرح مصري أن “السعودية على قناعة أن إسرائيل ليست هي العائق أمام التوصل إلى حل نهائي ومرضٍ مع الفلسطينيين، وأن السلام الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين يتطلب حزمة من الإصلاحات داخل البيت الفلسطيني أولا، كما أن احتواء الطرفين في إطار إقليمي موسع من شأنه أن يضيق رقعة الصراع القائم وأن يحجم دور المتطرفين”.

وتابع المصري أنه “لا يوجد أي تناقض بين مبادرة السلام السعودية التي اعتمدتها الجامعة العربية في قمة بيروت عام 2002 والتقارب السعودي مع إسرائيل الواقع اليوم. وأن السلام الإقليمي سوف يؤدي حتما إلى احتواء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والعكس صحيح”.

إلا أن المحلل السعودي رفض هذا الكلام، وقال الركبان إن “السعودية ليست سلعة، فالمملكة ليس لديها خلافات مع إسرائيل سوى أن القدس يجب أن تكون عاصمة لفلسطين، وأن تلتزم إسرائيل بالمعاهدات السابقة”.

وأكد أن “السعودية تريد السلام مع إسرائيل ضمن ثلاثة أسس مهمة، وعلى رأسها عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى فلسطين المحتلة، ويجب أن تكون القدس عاصمة لفلسطين، ويجب إيقاف الاستيطان وعودة الأراضي المسلوبة للفلسطينيين”.

وشدد الركبان على أن “السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم الملتزمة بحقوق الفلسطينيين، أكثر من التزام فلسطين نفسها، لكن السعودية ترى أن إسرائيل دولة احتلال ويجب أن تأخذ هذا المنحى وأن يتغير سلوكها مع الفلسطينيين ومع العرب”.

وكان عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية السابق، قال في يوليو الفائت إن بلاده لن تطبع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل حتى يتم التوصل إلى حل الدولتين مع الفلسطينيين.

وفي رد على سؤال بشأن استعداد السعودية للانضمام لاتفاقيات إبراهيم، قال الجبير: “لقد أوضحنا أننا بحاجة إلى عملية تشمل تنفيذ مبادرة السلام العربية”.

ملف جامع وحيد

يعتبر الركبان أن “نتانياهو يحاول قدر الإمكان أن يكسب الدعم الإسرائيلي ودعم بعض الدول العربية. خاصة لأن السعودية ترعى الحرمين الشريفين ومهتمة كثيرا بالقضية الفلسطينية”.

وشدد على أنه “لن يكون هناك اتفاقية سلام، ما لم تلتزم إسرائيل بالمعاهدات والاتفاقيات السابقة”.

وأكد رفض السعودية “السلام، حتى لو تدخلت دول العالم، إلا إذا التزمت إسرائيل بحقوق ومطالب الفلسطينيين”.

يشير الركبان إلى أن “المملكة تتفق مع إسرائيل في ناحية وحيدة وهي عدم امتلاك إيران القنبلة النووية، لذلك فإن سياسة السعودية هي التعاطي مع دول العالم وفق مصالحها”.

رسالة نتانياهو للسعودية

يقول مصري إن “نتانياهو رجل دولة وصاحب رؤية. وله كتاب صدر قبل ثلاثة عقود تحت عنوان (مكان تحت الشمس) كتب فيه أن السلام مع الفلسطينيين لن يأتي إلا من خلال تشابك المصالح في إطار إقليمي موسع تلعب فيه السعودية دورا محوريا”.

وأوضح أن “أساس التطبيع السعودي – الإسرائيلي هو الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كإحدى أقدم حضارات المنطقة وأحد أعمدتها”.

وأكد أن “إسرائيل لا تتسول السلام ولا تقايض حقوق أبناءها. (..) والسلام يبدأ أولا بالاعتراف بالآخر وبالقبول به”.

وشدد مصري على أن “السلام مع السعودية قاب قوسين من التحقق، فما يجمع البلدين أصبح أكبر وأهم مما يفرقهما. ومصالحنا متشابكة في مجالات عدة، فلدينا نفس الحلفاء على الساحة الدولية، ورؤيتنا للتهديدات التي تعصف بالمنطقة تكاد تكون متطابقة”.

وقال إن “الاتفاق القريب مع السعودية سوف ينهي، وسوف يفتح لإسرائيل المجال للتطبيع مع العالم الإسلامي ومع قوى آسيوية تابعة تقليديا لسياسة الرياض فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، ولا سيما باكستان وإندونيسيا”.

وأشار إلى أن “السعودية تستفيد من الاتفاق في حال حصل على المستوى الاستراتيجي في صراعها المفتوح والممتد مع النظام الإيراني وذيوله”، وإلى أن “اتفاقية كهذه سوف تكون بمثابة ثورة إقليمية حقيقية من شأنها أن تغير شكل المنطقة”.

مقابلة نتانياهو

وقال نتنياهو إنه هو من سيضع السياسات العامة، وأضاف “سأحكم وسأقود (..) والأطراف الأخرى تنضم إلي. أنا لن أنضم إليهم”.

وأوضح نتانياهو أنه يأمل في توسيع “الاتفاقيات الإبراهيمية”، وهي مجموعة من اتفاقيات التطبيع التي توصلت إليها إسرائيل مع أربع دول عربية في عام 2020، من خلال التوصل إلى اتفاق مماثل مع السعودية.

وتابع قائلا: “ستكون نقلة نوعية لسلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي. ستغير منطقتنا بطرق لا يمكن تصورها. وأعتقد أنها ستسهل، في نهاية المطاف، السلام الفلسطيني – الإسرائيلي. أنا أؤمن بذلك”.

وأكد أن “الأمر متروك لقيادة السعودية إذا كانوا يريدون المشاركة في هذا الجهد”، آملا أن “يفعلوا ذلك”.

وشدد نتانياهو على إن مبادرة سلام بين إسرائيل والسعودية ستؤدي إلى حل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

واعتقد أن “السلام مع السعودية سيخدم غرضين: فهو سيكون نقلة نوعية لسلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي، وسيغير منطقتنا بطرق لا يمكن تصورها”، مضيفا أنه سيسهل “حصول السلام الفلسطيني – الإسرائيلي. أنا أؤمن بذلك. وأنوي متابعة هذه المساعي”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *