التخطي إلى المحتوى

وزير الخارجية السعودي يرد على إمكانية حصول إيران على سلاح نووي

كيف تنظر الولايات المتحدة الأميركية إلى زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة العربية السعودية؟. وهل تتخوف واشنطن من “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” بين الرياض وبكين؟. وماذا يمكن للصين أن تقدم للمنطقة ولا تستطيع أميركا تقديمه؟. 

“النمر” يكشف عن وجبة شهيرة في المملكة خلال فصل الشتاء تحتوي على نسبة عالية من السكر.. وينصح هؤلاء بالابتعاد عنها

برنامج “عاصمة القرار” على قناة “الحرة”، طرح هذا الموضوع مع ضيوفه: السفير الأميركي السابق غوردن غراي. وجيترين درو، أستاذ في “جامعة باكنيل” في ولاية بنسيلفانيا 

«الاستثمارات العامة» يكشف عن صفقة استحواذ جديدة في شركة عالمية متخصصة بهذه المجالات !

كما شارك في جزء من الحوار من الرياض سعد بن عُمر، رئيس “مركز القرن العربي للدراسات”. 

تُدرك واشنطن أن الصين تحاول زيادة تأثيرها حول العالم.والشرق الأوسط هو أحد تلك المناطق التي ترغب بكين في تعميق مستوى نفوذها فيها. لكن الولايات المتحدة “تركز على شراكاتها الخاصة في المنطقة”، على حد تعبير جون كيربي، منسق التواصل الاستراتيجي في مجلس الأمن القومي الأميركي. 

إلى ذلك يضيف نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أن واشنطن “لا تطالب الدول الأخرى بالاختيار بين الولايات المتحدة والصين أو أي دولة أخرى. نسعى إلى منح الدول في العالم الخيار، ونتحدث بكل ثقة عن الخيار الذي تقدمه الولايات المتحدة لشركائنا في العالم، بمن فيهم الشركاء المهمون في الشرق الأوسط”. ويضيف برايس “لا أعتقد أن هناك دولة تقدم ما هو أفضل من الولايات المتحدة فيما يتعلق ببناء التحالفات والشراكات وإدماج القدرات الدفاعية التي هي مهمة وحيوية لعدد من شركائنا في الشرق الأوسط”. 

ويقول سام وربرغ، المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية: “نحن واثقون فيما يتعلق بالعلاقة الاستراتيجية وطول مدتها وقوتها مع الدول الخليجية. لدينا مصالح مشتركة قوية وعميقة مع كل هذه الدول، نحن ندعم هذه الدول أمنياً ودفاعياً، ولدينا استثمارات ضخمة مع هذه الدول. نحن نرحب بالمنافسة بين الولايات المتحدة والصين، لا نريد أن نرى هذه المنافسة تذهب إلى الصراع، ولا نفرض على دول أخرى الاختيار بين الولايات المتحدة والصين”. 

علاقات متغيرة … ومستمرة 

يتوقع السفير غوردن غراي أن نشهد “علاقات متغيرة بين السعودية والصين وبين المملكة والولايات المتحدة الأميركية. فيما يتعلق بالصين ستركز العلاقة مع السعودية على الاقتصاد وعلى التجارة البينية الكبيرة. لكن السعودية تعرف جيداً أنه لا بد من ان تعتمد على الولايات المتحدة في مجال الأمن، وستستمر المملكة بذلك. والسعودية تفهم أهمية العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة. غالبية التجهيزات والمعدات السعودية هي من أميركا وكذلك التدريب، وأتوقع أن يستمر ذلك لأن الولايات المتحدة لن تترك المنطقة حتى لو ركزت واشنطن على آسيا، فأميركا ملتزمة بصداقتها مع شعوب الشرق الأوسط وملتزمة بأمن شركائها في المنطقة”.  

ويقول جيترين درو، الأستاذ الجامعي الأميركي-الصيني، إنه “من الطبيعي أن يكون للولايات المتحدة ردة فعل على زيارة شي جين بينغ للسعودية. لكن يجب أن لا نعقد هذه المسألة، وألا نبالغ في رد الفعل، فالسعودية والصين لديهم علاقات ممتازة مع الولايات المتحدة.وإذا كان الكونغرس غير سعيد بهذه العلاقة، فهذا قد يعزز العلاقة الثنائية بين الصين والسعودية في نهاية المطاف”. ويضيف درو إن ” الولايات المتحدة تركز على الأمن وحقوق الإنسان في المنطقة، فيما تركز الصين على التنمية الاقتصادية التي تريدها الدول والشعوب هناك. لذلك تبدو الصين جذابة لدول المنطقة. وهذا يطرح تحدياً على أميركا بأن توازن بين المسائل الأمنية والإقتصادية”. ويضيف الأستاذ الجامعي الأميركي – الصيني أن ” المشكلة تكمن في أن السياسة الأميركية غير مُتسقة بين إدارة وأخرى، مما يؤثرعلى الحلفاء والأصدقاء والأعداء” في كل العالم. 

تعتقد كارين إليوت هاوس، الناشرة السابقة لصحيفة “وول ستريت جورنال”، أن “السعي وراء السلطة يوحد شي جين بينغ ومحمد بن سلمان”. وتضيف الكاتبة الأميركية أنه للوهلة الأولى”لا تبدو هناك قواسم مشتركة بين الرئيس الصيني وولي العهد السعودي سوى إيمانهما بتراجع قوة الولايات المتحدة. لكن التعمق في الأمر يظهر أن بن سلمان وشي كلاهما يرغب في لعب دور رئيسي على الساحة الدولية. كما أن بإمكان كليهما حشد موارد مالية مهمة من القطاعين العام والخاص لتنفيذ مشاريعهما ولعدم وجود معارضة داخلية، ناهيك عن فرضهما لنظام مراقبة شديدة على المواطنين”. 

يقول الباحث السعودي سعد بن عُمَر إن هناك ” علاقات استراتيجية كبيرة بين السعودية وأميركا. ولكن هناك تقصيراً أميركياً واضحاً تجاه السعودية في عدة مجالات اقتصادية وتكنولوجية وعسكرية، مما يدفع المملكة للتفتيس عن شريك اقتصادي دولي موثوق كالصين حين تحجم واشنطن عن مساعدة الرياض”. 

أما الكاتبان الأميركيان سيلفيا ويستول وبِن بارتنستين فيعتقدان أن “الخليج يتطلع إلى ما بعد أميركا”، ويدللان على ذلك بأنه “بعد شهرين من رفضها الاستجابة لطلب بايدن بشأن رفع إنتاج النفط، ها هي السعودية تفرش في المقابل السجاد الأحمر لشي جين بينغ”.  ويعتبر الكاتبان أن لقاء القمة “يشكل فرصة لشي ومحمد بن سلمان لإظهارعمق العلاقات السعودية الصينية مقابل تراجع العلاقات السياسية والتجارية بين الرياض وواشنطن”. ويشرح الكاتبان كيف أن بكين استغلت هذا التراجع عبر إبرام صفقات مع الرياض في إطار مشروع الحزام والطريق، واتفاق للتبادل التجاري بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي. ويشير الكاتبان الأميركيان إلى “تنامي الاعتقاد في دول الخليج أن الولايات المتحدة شريك لا يعتمد عليه، وبالتالي فإن تعزيز علاقات هذه الدول مع أقطاب كبرى يزيد من قدرتها على مساومة واشنطن”. 

سياسة واشنطن تجاه إيران… المشكلة؟ 

يقول جوشوا لانديس،مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إنه “من خلال زيارة شي جين بينغ، يسعى الأمير السعودي إلى قيادة الشرق الأوسط وتحقيق الاستقلالية عن الولايات المتحدة. إن العلاقة الوثيقة بين السعودية والصين هي في جانب منها ثمن لسياسة الولايات المتحدة تجاه إيران. للحصول على التزام الصين بالعقوبات المفروضة على إيران، شجعت واشنطن السعودية على بيع المزيد من النفط للصين”. 

ويقول الباحث الأميركي ريتشارد غولدبرغ “إن قرار الصين بتوسيع دعمها لإيران يقوض بشكل مباشر الأمن القومي للمملكة العربية السعودية واستقرار المملكة على المدى الطويل. هناك فرصة للولايات المتحدة، لكن أيديولوجية فريق بايدن حول إيران تقف في طريق قدرتنا على اغتنامها”. ويختم بدعوة إدارة بايدن إلى ” إغلاق الكتاب الخاص بالاتفاق النووي البائد، والألتزام مجدداً بالضغط على إيران، ودعم أمن المملكة العربية السعودية، يمكننا بشكل أكثر فعالية دق إسفين استراتيجي ضروري بين الرياض وبكين.. لتذكير محمد بن سلمان بأن الولايات المتحدة حليفته الفعلية، وليس الصين”. على حد تعبير ريتشارد غولدبرغ ، كبير الباحثين في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”. 

ويعتقد الباحث السعودي سعد بن عُمَر أن “الولايات المتحدة تعتمد سياسة غير صارمة مع إيران. وهناك تماهٍ أميركي مع إيران في عدة ملفات شرق أوسطية”. 

حقوق الإيغور في الصين.. أولوية سعودية؟ 

يقول بوبي غوش، الكاتب في بلومبرغ: “إذا كان الأمير السعودي محمد بن سلمان يطمح إلى أن يكون أكثر من مجرد بائع نفط في نظر شي جين بينغ ، فعليه أن يواجه الزعيم الصيني بشأن اضطهاد بكين لمسلمي الإيغور”. 

وتشدد النائبة الجمهورية يونغ كيم على أن: “كل يوم، يتم إخراس أصوات الملايين من الإيغور والأقليات الإثنية الأخرى، ويتم حبسهم وتعذيبهم وتعريضهم لعملية غسيل دماغ من قبل الحكومة الصينية. الأقوال وحدها غير كافية لمواجهة الحزب الشيوعي الصيني. نحن بحاجة إلى أفعال” وتضيف المُشرّعة الأميركية: “يوفر (مشروع قانون السياسة الخاصة بالإيغور) الذي تقدمت به، والمدعوم من الحزبين الأدوات التي تحتاجها الولايات المتحدة لدعم حقوق الإنسان الأساسية والهويات المميزة للإيغور وباقي الأقليات الإثنية في مقاطعة شينجيانغ التي تتعرض للمعاملة اللاإنسانية من قبل الحكومة الصينية”. 

يعتقد جيترين درو، الأستاذ في جامعة باكنيل، أن “قضية حقوق الإنسان ليست مسألة أساسية بالنسبة للرئيس الصيني تشي جين بينغ. وزيارته للسعودية تستند عل العلاقات التجارية وعلى التوريد المستدام للطاقة، وتهدف لتعزيز العلاقات مع الدول غير الغربية، لا سيما في ضوء ما يحدث في أوكرانيا. لذلك فالرئيس الصيني يتحدث عن التعاون والرخاء، وحقوق ألإنسان ليست أولوية لديه في زيارته للسعودية”. 

يتعجب السفير الأميركي السابق غوردن غراي من “أن تكون دولة كالمملكة العربية السعودية، التي تركز في شرعيتها إلى حد كبير على حماية المسلمين عبر العالم، أن تغض المملكة النظرعن معاناة الإيغور الذين يتعرضون لاضطهاد رهيب من قِبلِ الحكومة الصينية، وهذا الاضطهاد موثق، ونعرف أن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان تحصل هناك في الصين، وعلى كل الحكومات أن تعارض ذلك أياً تكن ديانة الحكومة والمضطهدين مسلمين، يهود أو هندوس وغيرهم”. 

على ذلك يرد الباحث السعودي سعد بن عُمَر بأن السعودية تعتمد “الوساطة البعيدة عن الأضواء بين الحكومة الصينية والإيغور، ولا تعتمد الانتقاد العلني للصين في هذه المسألة وغيرها”. 

فكرة زيادة الانخراط الأميركي في الشرق الأوسط مع زيادة الاهتمام الصيني بالمنطقة تبدو جذابة لبعض صانعي السياسة الأميركية، خاصة مع التاريخ الطويل من العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن ومعظم الدول المهمة في المنطقة وخاصة دول الخليج العربية. لكن الحراك الصيني يطرح اشكالية أساسية على الصين لا على أميركا، وهي: إلى أي مدى يمكن للصين الاستمرار في طرح التعاون الاقتصادي فيما هي بعيدة عن مشاكل وتعقيدات الشرق الأوسط التي تنخرط أميركا يومياً في حلّها؟. 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *