التخطي إلى المحتوى

وستستمر الاستفتاءات لغاية يوم 27 من شهر سبتمبر الجاري، في مناطق: لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا.

يتفق مراقبون وخبراء على أن هذه الاستفتاءات تشكل بداية مرحلة جديدة من الحرب الروسية الأوكرانية المندلعة منذ 24 فبراير الماضي، لكنهم يختلفون حول ما إذا كانت هذه الخطوة تشكل تصعيدا للحرب أم تذليلا لها.

ورغم أن محللين يعتبرون تنظيم هذه الاستفتاءات بالإجراء اللا قانوني، وأنها ستتسبب بتسعير الصراع وتجذيره أكثر، يرى آخرون العكس معتبرين أن ضم هذه المناطق الأربع للسيادة الروسية، سيعني نزع صاعق التفجير والتمهيد للتوصل لتسوية تأخذ في الاعتبار الواقع الجديد، لا سيما أن مسوغ الروس لبدء الحرب كان حماية السكان ذوي الأصول الروسية في هذه المناطق والدفاع عنهم.

بداية الحل

يقول مسعود معلوف، الدبلوماسي السابق والخبير بالشؤون الأميركية والدولية، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية” :”ربما ما يحصل الآن من انضمام مناطق شرقية وجنوبية من أوكرانيا لروسيا يشكل بداية الحل للصراع، كون موسكو بحاجة لتحقيق هكذا انتصار كي تعلن وقف الحرب، ولكون كييف كذلك بحاجة لإظهار أنها لم تخسر الحرب بدلالة عدم سماحها باجتياح روسي للبلاد ككل وبتغيير النظام فيها، ولهذا فإن هذه المعادلة قد تشكل حلا وسطا”.

ماذا عن الموقف الغربي ؟

يجيب الدبلوماسي السابق :”هنري كيسنجر مثلا والذي عادة ما تعبر آراءه لحد كبير عن نبض السياسات الغربية، صرح قبل أسابيع بإن كييف ملزمة بالتفاوض مع موسكو حول المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد التي يسيطر عليها الروس، كما وتوالت تصريحات لمسؤولين غربيين في هذا المنحى”.

 حقيقة لا يجب اغفالها

واستدرك: “وهنا يجب عدم إغفال حقيقة أن دونباس وغيرها من مناطق سيطر عليها الجيش الروسي هي ذات أغلبية سكانية من أصول روسية، ولهذا فالحل الوسطي ربما يكون عبر ضمها للأراضي الروسية وبما ينزع فتيل الأزمة الذي يشتعل من تلك المناطق”.

ختام الحرب

 يقول عامر السبايلة الباحث والخبير بمعهد ستيمسون الأميركي للأبحاث، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “لا شك أن هذه الاستفتاءات ستشكل ختاما للحرب بأوكرانيا، حيث أن روسيا شنتها أساسا لحماية حدودها ومناطق نفوذها التقليدية بالداخل الأوكراني، وهكذا عبر ضم المناطق التي تجري الاستفتاء لروسيا رسميا، فإن شرعية هذه الحرب ومبرراتها تنتفي”.

 العصا النووية

وقال السبايلة: “لكن لا ننسى هنا أن هذه الحرب لم تكن مقتصرة فقط على المسرح الأوكراني، بل هي فجرت أزمة عالمية حادة، ولا سيما على وقع العقوبات والعزلة التي فرضتها الدول الغربية على موسكو ودعمها العسكري الواسع لكييف، ولهذا كان لا بد من اقتران تنظيم هذه الاستفتاءات مع التلويح بالعصا النووية الروسية”.

وتابع: “فهذه الاستفتاءات بهذا المعنى تؤسس لمرحلة ما بعد الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات، عبر تثبيت مكتسبات روسيا جراءها، وحيث أن موسكو ستسعى طبعا لتخفيف ما فرض عليها من عقوبات وضغوطات”، كما يرى السبايلة .

كيف سترد واشنطن ؟

ويضيف الخبير الاستراتيجي: “يبدو أن ما يحدث الآن قد يكون بالفعل بداية نهاية الحرب وانتفاء مسوغاتها، والاستراتيجية الروسية هنا تقوم على دفع الطرف المقابل للتنازل والرضوخ للأمر الواقع الروسي في هذه المناطق المشمولة بالاستفتاء”.

وأضاف: “لكن الولايات المتحدة بالمقابل تبدو غير معنية بذلك، وهي ماضية بالعمل على إطالة أمد هذه الأزمة ونقلها للداخل والمحيط الروسيين، وهو ما نجحت فيه لحد بعيد لغاية اللحظة”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *