التخطي إلى المحتوى

الكثيرون مثلي يجهلون ماذا تعني الـ«أوتليت» في أسواقنا الخليجية، شخصياً اعتدت عليها من خلال تسوقي للماركات ولكن عبر الإنترنت، وهي أكثر ما شدني جدا للتسوق الإلكتروني، بل اعترف بأنها حولتني إلى شرهة في الشراء عبر التجارة الإلكترونية هذه الفترة، وهو أمر خطير جدا ساهم في تغيير سلوكياتنا الشرائية وحولها من تبذير إلى هوس، عبر إتاحة كل شيء وتسهيله بضربة زر واحدة.
لم يوجد لـ«أوتليت» مكان أو مبنى في أسواقنا من قبل، لذا لم نعتد من قبل على وجود مثل هذه الميزة على أراضينا، حتى إننا لم ندرك مواسم التخفيضات على أنها حقيقة، فالكثير يشكك بها، إذ إنها تعاد بصورة دورية حتى ذهب البعض لحفظ الأسعار لمطابقتها ليخرج بواقع أن التخفيضات قد تكون وهمية في بعض الأحيان عبر تغيير الرقم الأخير من السعر فقط.
هناك قلة ممن ينتظر التخفيضات الحقيقية بالذات للماركات العالمية المتواجدة في أسواقنا، أولئك الذين اسميهم الأذكياء في الشراء، فنحن لا نملك الصبر عادة، وغالبيتنا مستهترون في عمليات الاستهلاك والبذخ فيه، ولا نجيد الانتظار اللازم لتغير الفصول، حيث تساهم في خفض أسعار المنتجات، أو المواسم الجديدة لنزول المنتجات الجديدة، التي تؤدي إلى خفض قيمة المنتج الأقدم تلقائيا، فحين نرى ما يعجبنا بالذات المنتجات، التي تنزل السوق لأول مرة هي ما يلفت انتباهنا ويحمسنا لشرائها بثمنها الباهظ، بل لا يهم شيء حين تعجبنا سلعة ما، نحن ليست لدينا سلوكيات الشراء الذكية على الرغم من أن لدينا الوعي الكامل بأنماط النشاط الاستهلاكي وتغيرات الأسعار الموسمية، ولدينا ثقافة سوقية واسعة جدا لحبنا لها.
ولكن عاداتنا الشرائية تلك قد تكلفنا الكثير، بل هي التي تمنعنا من الالتفات لوجود مثل هذا المفهوم «أوتليت»، الذي يعرفه الغربيون في أسواقهم منذ ثلاثينيات القرن في شرق الولايات المتحدة، حين جاءت الفكرة من مصانع الماركات، التي تفتح متجرا لموظفيها تبيع فيه التالف والزائد من منتجاتها كمنفذ أو مخرج لها، ومن هنا جاءت التسمية «Outlet»، ثم تحولت إلى نمط تسوق في السبعينيات بعد أن فتح أول مجمع «أوتليت» يبيع ماركات مختلفة بنفس الفكرة، اليوم في أمريكا أكثر من 400 مجمع بهذا المفهوم، الذي انتشر في جميع أسواق العالم.
في هذا الشهر، احتفلت المملكة بمهرجان يحمل اسم ومفهوم الـ«أوتليت»، ولكن يشبه المعارض الموسمية «مهرجان أوتلت الرياض»، ويعتبر ريادة لها في مجال التسويق، إذ احتوى المهرجان، الذي انتهى يوم الجمعة الماضي قرابة 1500 ماركة عالمية، بتخفيضات تراوحت بين 60 إلى 90 بالمائة، ومن الممكن أن يغير هذا المهرجان طريقة الـ«أوتليت» المعتادة، إذ يعتبر هو الأول في المنطقة يقام لأيام محددة.
صحيح أنه ليست لدينا مصانع الماركات على أراضينا، ولكن ماذا يمنع أن تقام مصانع للماركات على أرضنا، لماذا لا توجد مجمعات لـ«أوتليت» متكاملة في كل بلداننا الخليجية؟ فنحن شعوب تعشق التسوق والاستهلاك وتقدر المنتجات المصنعة بحرفية والماركات، ولديها ثقافة استهلاكية تجذب مثل هذه المشاريع.
@hana_maki00

أخبار متعلقة

معرض الرياض.. طموح في توسيع أفق الرأي العام
مع التحية لإدارة المرور

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *