كانت وصفة آمو حاجي أو العم حاجي الغريبة حول أن الاستحمام يجلب المرض، إذ عاش حتى الـ 94 من عمره مشرداً وفوقه طبقات من الطين بأحد الكهوف الأشبه بالمقبرة بقرية دجكة الواقعة في محافظة فارس جنوب إيران، وحينما أجبره الأهالي على الاستحمام فارق الحياة بعدها بأشهر، لذا مزح بعضهم تعليقاً على الواقعة بأنها قد تكون “لعنة النظافة”، فلربما كانت له وجهة نظر في التعايش مع طبقات الأوساخ التي تغطي جسده وبالكاد تظهر منها ملامح وجهه.
تلك المفارقة جعلت من قصة حاجي الإيراني الذي توفي قبل أيام مرشحة لأن تظل عالقة بالأذهان طويلاً، فهي حكاية مؤهلة لأن تضاف إليها تفاصيل خيالية تجعل منه “أسطورة الوسخ”، بخاصة بعد الكشف عن شهادة الأطباء الذين أكدوا قبل أعوام عدة أنه على رغم عيشه على تناول الحيوانات النافقة وتدخينه فضلاتها، فإنه كان بصحة جيدة.
اقرا ايضا : شركة ركن الصفا لخدمات التنظيف بجازان
وقد اعتزل حاجي الناس والاستحمام ولم يقرب أي طرق للنظافة منذ نصف قرن إلا حينما أجبره بعض الناس على الاغتسال، واختار العزوبية مفضلاً الوحدة والقذارة، لكن الحقيقة أن فلسفة أمو حاجي التي تناولتها وسائل الإعلام العالمية وكشفت تفاصيلها وكالة الأنباء الإيرانية، لا تبدو متعلقة فقط بالمشردين والمعدمين، إذ يبدو الأمر أكثر غرابة حينما يرتبط بأسماء كبيرة متحققة مادياً وأدبياً، إذ يعتنقون فكراً غير مفهوم بالنسبة إلى كثيرين في عالم النظافة.
المرأة الجميلة التي لا تستحم
ومن بين هؤلاء المشاهير المذيعة الأميركية تامرون هال التي قالت صراحة في ظهور تلفزيوني لها إنها لا تستحم كثيراً لتحافظ على بشرتها، مشيرة إلى أن الأشخاص المصابين بالأكزيما الجلدية يصبح حالهم أفضل حينما يتخلون عن تلك العادة، وهي معلومات صدمت بعضهم، فإذا كانت المبالغة في استخدام الماء الساخن تزيد جفاف الجلد وبالتالي تهيجه وتفاقم أعراض الأكزيما التي تسبب التهابات وحكة في البشرة، فإن الحل ليس إهمال النظافة الشخصية.
وبحسب ما جاء على موقع “مايو كلينك” فإنه على المصابين بتلك الحالة أن يحرصوا على الاستحمام يومياً بالماء الدافئ والاهتمام فيما بعد بالترطيب الفائق للوقاية من تهيج الأكزيما.
أما منطق جوليا روبرتس صاحبة فيلم “امرأة جميلة” حول عدم استخدام مزيلات التعرق، فهو الحفاظ على البيئة من المخلفات، كما أنها تحاول توفير المياه بعدم الاستحمام كثيراً ولا تغسل شعرها سوى مرة كل خمسة أيام حتى لا يفقد زيوته الطبيعية، مما جعل عدداً من حراسها الشخصيين السابقين يتحدثون بين حين وآخر عن الرائحة غير المقبولة التي تصدر منها.
وكذلك ذكر بعض العاملين مع براد بيت في أفلامه أنه يكتفي بالمناديل المبللة بدلاً من الاستحمام واستخدام الماء والصابون، وهو أمر لم يكن كافياً أبداً، بحسب طاقم تصوير فيلمه “أوغاد مجهولون”، فيبدو النجم الوسيم كسولاً في ما يتعلق بالاستحمام، ويفضل تدبر أمره باستخدام وسائل في متناول يده لا يبذل معها مجهوداً يذكر.
دعوى قضائية بسبب عدم الاستحمام
إذاً هناك شخصيات براقة ذات مظهر لامع على الدوام، ويعتبرون من مشاهير العالم الذين يتهافت عليهم الجمهور، ويحاولون التشبه بمظهرهم، لكن كل هذا من بعيد وعبر الكاميرا فقط، وحينما تزال تلك الحواجز لا يكون الأمر ساراً دائماً، فمن يصدق أن النجمة بريتني سبيرز واجهت قبل أعوام دعوى قضائية من حارسها الشخصي السابق فرناندو فلوريس الذي اتهمها بالتسبب له في أذى نفسي كبير وضرر لا يمكن تجاهله، نظراً إلى أنها تبقى أياماً طويلة من دون استحمام ولا حتى تغسل أسنانها على رغم شراهتها في التدخين وتنبعث منها رائحة كريهة، وقد جرت تسوية الدعوى بعد منحه مبلغاً مالياً.
كما أكدت العادات السيئة المتعلقة بأسلوب بريتني في النظافة أيضاً إحدى مديرات منزلها في وقت سابق، مشيرة إلى أنها تترك سريرها متسخاً وملطخاً ببقايا الطعام، وتبدو تلك الحياة شبيهة بأجواء منزل مايلي سايرس التي تسربت أقاويل منسوبة إلى طليقها ليام هيمسورث تشير إلى أن أحد نقاط خلافهما كانت تلك المتعلقة بأسلوب حياتها الفوضوي وغرفتها المليئة ببقايا الطعام وفضلات كلابها وأغراضها المتسخة.
قلة الاستحمام أيضاً لعنة تلاحق الممثلة تشارليز ثيرون التي أكدت في لقاء تلفزيوني أنها تبقى بلا استحمام سبعة أيام ولا تهتم لهذا الأمر، كما أن أنجلينا جولي كانت تعاني في كواليس فيلمها الشهير “السائح” الذي قدمته عام 2010 مع جوني ديب، إذ لم تكن تتحمل رائحة ديب الكريهة بحسب وصفها، وفي حال اضطرت إلى تقديم مشهد بالقرب منه كانت تعطيه حلوى النعناع لمحاولة تقليل الروائح المنبعثة من فمه، وقد عرف عنه قلة استحمامه أيضاً.
نصائح الأطباء ومعتقدات المشاهير
وبينما يشدد أطباء الجلد على ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية وعدم ترك مجال للبكتيريا لتتكاثر على البشرة كي لا تغلق المسام وتسبب مشكلات لا يمكن حلها بسهولة، فإنها تبدو أموراً قد لا يأبه بها بعض ممن تضطرهم ظروفهم إلى العمل ساعات طويلة في ظروف قاسية بالشوارع مثلاً، أو لعدم توافر مستلزمات العناية الشخصية لديهم في بيئتهم بسبب ظروفهم المادية والمعيشية، خصوصاً فيما يتعلق بتوافر الماء النظيف.
لكن حجج بعض من ينعمون بكل سبل الرفاهية لا تبدو مقنعة في أكثرية الأحوال، فمثلاً يقول الممثل البريطاني الشهير روبرت باتينسون إنه لا يغسل شعره إلا مرة كل شهر ونصف على الأقل كي يحافظ عليه لامعاً وصحياً من دون أن يفقد الزيوت الطبيعية التي يفرزها، لكنه أيضاً لم يبرر لماذا يرتدي الملابس نفسها أياماً طويلة ولا يغتسل إلا كلما تذكر أنه كريه الرائحة، إذ سبب ضيقاً دائماً لطواقم الأعمال التي قدمها، وهو هنا لا يختلف كثيراً عن ماثيو ماكونيغي الذي لا يهتم بنظافته الشخصية وامتنع من استخدام مزيلات التعرق منذ أكثر من ربع قرن، بحجة أنه مؤمن بأن رائحة الأجسام يجب أن تبقى طبيعية على رغم الأزمات التي سببتها رائحته المنفرة في مواقع تصوير أفلامه.
كما يمتنع راسل كرو أيضاً عن الاستحمام أياماً متتالية، ولا يعير من يلفت نظره إلى رائحته اهتماماً، وبالتالي كان مصدراً لإزعاج العاملين معه في كواليس أشهر أفلامه وبينها “المصارع” و”نوح”.
ومنذ عام 2008 تحتفل الجمعية العامة للأمم المتحدة باليوم العالمي لغسل اليدين، 15 أكتوبر (تشرين الأول)، من خلال دعوات متكررة للتوعية بأهمية غسل الأيدي بالماء والصابون، باعتباره الإجراء الأقل كلفة للوقاية من الأمراض المعدية ومن بينها أمراض الجهاز التنفسي.
كما تنوعت الحملات التي قادتها منظمة الصحة العالمية على مدى السنوات الثلاث الماضية، لتأكيد ضرورة الاهتمام بغسل الأيدي بالصابون لمدة 30 ثانية على الأقل، والحرص على النظافة الشخصية لمحاولة تجنب عدوى كورونا وفي ما بعد جدري القرود، بل إن أحد إرشادات منظمة “يونيسف” عبر موقعها الرسمي جاء بعنوان “اغسل واغسل واغسل يديك”.
لكن هذه النصائح البسيطة للغاية تتنافى كثيراً مع بعض عادات كبار مشاهير العالم الذين كان عدد منهم نشطاً للغاية للتوعية بمخاطر عدوى كورونا وكثير من الفيروسات المهددة للحياة، بخاصة تلك التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كريستينا أجيليرا لا تحب غسل يديها حتى بعد استعمال دورة المياه، مشيرة إلى أنها تفضل المناديل المبللة عوضاً عن الماء والصابون، وهو موقف زاك إيفرن نفسه الذي يكره الاستحمام ويفضل استخدام المطهرات والمناديل.
كما كان من الصادم أن يكشف ديفيد أركويت الزوج السابق للنجمة كورتني كوكس أنها غير نظيفة ولا تهتم بالاغتسال ورائحتها منفرة، بخاصة أن كوكس عرفت بدور مغاير تماماً في مسلسل “الأصدقاء” الأيقوني، إذ قدمت ببراعة شخصية مونيكا مهووسة النظافة التي يخشاها الجميع بسبب معاييرها الفائقة في ما يتعلق بالتنظيف الدقيق.
ولم تكن كوكس الوحيدة التي تواجه بهذا الاتهام، إذ تردد أن المغني جاي زي زوج بيونسيه يعاني كثيراً بسبب عشقها لتناول التوابل القوية والأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الثوم والأعشاب ذات الروائح النفاذة، ثم لا تهتم بتنظيف أسنانها فتكون مصدراً للروائح المزعجة، وهي أمور قيلت أيضاً عن جينيفر أنستون بسبب تناولها مشروبات الكافيين بشراهة، وكذلك جيسيكا سيمبسون التي تغسل أسنانها مرتين أو ثلاث أسبوعياً فقط، والأمر نفسه بالنسبة إلى جينيفر لورانس وشايلين وودلي.
التعليقات