التخطي إلى المحتوى

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تنتشر فيروسات الجهاز التنفسي في أنحاء الولايات المتحدة بمستويات عالية، ضمنًا الإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي، الأمر الذي أربك مستشفيات الأطفال وأثار قلق أهالي الأطفال الصغار.

ورغم أن معظم الأطفال الذين يمرضون خلال هذا الموسم سيتماثلون للشفاء من خلال الرعاية المنزلية، إلا أن البعض منهم سيحتاج إلى رعاية طبية.

إذن، ما الذي يجب أن ينتبه إليه والديّ الطفل، وكيف يمكنهم معرفة متى يستدعون طبيب الأطفال، أو يسرعون إلى غرفة الطوارئ؟

تحدثت CNN إلى الدكتورة إديث براشو-سانشيز، مديرة التطبيب عن بعد للأطفال، لدى مركز إيرفينغ الطبي في جامعة كولومبيا، حول العلامات التحذيرية للمرض الخطير، والخطوات التي يمكن اتخاذها للمساعدة بحماية أطفالهم من الجراثيم.

CNN: ما مدى السرعة التي يمكن أن تنتقل بها حالة الرضيع أو الطفل الصغير من كونه بخير إلى الحاجة لرعاية طبية عاجلة؟

الدكتورة إديث براشو-سانشيز: تختلف حالة كل طفل تبعًا للفترة التي تظهر عليه علامات تدل على أنّ الوقت قد حان للإسراع إلى غرفة الطوارئ أو إلى طبيب الأطفال.

أكثر ما يقلقني هم الأطفال الأصغر، الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، كون مجرى الهواء لديهم صغير للغاية.

وبالنسبة للأطفال من مختلف الأعمار، قد تزداد حالتهم سوءًا خلال مراحل مختلفة، من أي مرض.

وقد تتقلّب حالة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر بسرعة وتسوء في المنزل، من دون سابق إنذار، لذلك من المهم أن يطّلع الوالدين على العلامات ويعرفون متى يلجأون للمساعدة الطبية.

أما بالنسبة للأطفال الأكبر، فهم يمرضون بشكل تدريجي، ومن المهم أيضًا في هذه الحالة معرفة متى يلجأ الوالدان إلى  المساعدة الطبية.

CNN: بصفتك طبيبة أطفال، ما هي العلامات التحذيرية التي تبحثين عنها عندما يتعلق الأمر بهذه الفيروسات التنفسية، التي تشي بأن الوقت قد حان للجوء إلى المستشفى؟

براشو-سانشيز: حين يبدأ الطفل بمواجهة صعوبة بالتنفس،أي يبدو أنه يبذل جهد كي يتنفّس، فهذا يعني أنّ الوقت قد حان لدخوله غرفة الطوارئ.

وفي أي وقت يصاب فيه الطفل بالجفاف، أو في أي وقت لا تتدنّى فيه الحرارة خلال الرعاية بالمنزل، أو استمرار الحرارة لأكثر من ثلاثة أيام، فهذا مؤشر لزيارة الطبيب.

CNN: نسمع عادة عن علامات “ضيق التنفس”، كيف تبدو؟

براشو-سانشيز: تشمل علامات صعوبة التنفس البدء باستخدام عضلات لا تستخدم عادةً للتنفس، أعني بذلك استخدام عضلات فتحتي الأنف، ثم استخدام العضلات بين الضلوع.

في أي وقت تلاحظ فيه أن الطفل بدأ باستخدام تلك العضلات الإضافية للتنفس، أو بدأ بالتنفس بسرعة، فهذا يعني أنه يواجه صعوبة في التنفس، وقد حان الوقت لدخوله غرفة الطوارئ.

CNN: هل هناك فائدة من محاولة معالجة هذه الأعراض بالمنزل؟ 

براشو-سانشيز: إذا لاحظت علامات الضائقة التنفسية على طفلك في المنزل، فاتصل بطبيب الأطفال. وإذا كنت تعلم أن الأمر سيستغرق ساعات عدة للوصول إلى طبيب أطفال، فاتجه إلى قسم الطوارئ.

CNN: عند ملاحظة الأهل أن ثمة خطبًا ما لدى طفلهم، كيف يمكنهم اتخاذ القرار بشأن المكان الذي يتوجهان إليه للحصول على المساعدة؟

براشو-سانشيز: أولاً، عندما تقرر إلى أين تأخذ طفلك، أعتقد أنه من المهم الاستماع إلى حدسك كأب أو أم.

إذا شعرت أن طفلك بحاجة إلى رعاية طبية، فانتقل إلى غرفة الطوارئ، من دون طرح أي أسئلة.

وإذا كنت تعتقد أن طفلك يزداد سوءًا تدريجيًا أو لا يتحسن، فقد يجدر بك التواصل مع طبيب الأطفال أولاً.

وإذا مرض طفلك خلال عطلة نهاية الأسبوع أو في وقت يتعذّر عليك فيه الوصول إلى طبيب الأطفال، توجه إلى الرعاية العاجلة بدلاً من الطوارئ.

CNN: تعمل العديد من مستشفيات الأطفال في جميع أنحاء البلاد بكامل طاقتها الاستيعابية، إذا كانت أوقات الانتظار في المستشفى طويلة، ما هو أفضل خيار للوالدين؟

براشو-سانشيز: إذا ظهرت على طفلك علامات ضيق التنفس، وشعرت أن الوقت قد حان لدخوله الطوارئ، فاتجه إليها على الفور.

أعتقد أنه من المهم لوالدي الأطفال أن يعرفوا أننا كأطباء نقوم بعملية فرز، بحيث يُنظر أولاً إلى الأطفال الذين يحتاجون إلى عناية طبية عاجلة وفورية.

وعلى سبيل المثال، قد يضطر الأطفال الذين يأتون بسبب حوادث السقوط أو آلام في العظام للانتظار لفترة أطول.

ولكن إذا كان طفلك يعاني من ضيق في التنفس، فلن نجعله ينتظر، سنساعده على الفور.

CNN: هناك لقاحات للأنفلونزا ولفيروس “كوفيد-19″، ولكن ليس هناك لقاحات للفيروس المخلوي التنفسي. كيف يمكنك حماية نفسك من كل هذه الأمراض؟

براشو-سانشيز: خلال موسم أمراض الجهاز التنفسي، هناك الكثير من العوامل التي لا يمكن للأهل السيطرة عليها، لكن هناك بعض الطرق لحماية طفلهم من أمراض الجهاز التنفسي الحادة ومضاعفات تلك الأمراض التنفسية الحادة.

ويتضمن ذلك تلقي لقاح الإنفلونزا ولقاح “كوفيد-19″، ضمنًا جميع المعززات، للمؤهلين لذلك.

من المهم أن نعلّم الأطفال غسل أيديهم بشكل متكرر، والسعال في مرفقيهم، وتغطية رذاذ السعال والعطس بالمناديل إن أمكنهم، والبقاء في المنزل إذا لم يشعروا بأنهم على ما يرام.

CNN: بالإضافة إلى مقياس الحرارة، هل من أجهزة أخرى قد يكون مفيدًا وجودها في المنزل؟

براشو-سانشيز: أفضل جهاز يمكنك الحصول عليه في المنزل بصفتك أحد الوالدين هو حدسك المطّلع. في أي وقت تلاحظ فيه علامات الضائقة التنفسية على طفلك، لا أعتقد أنه يجب عليك إضاعة الوقت في محاولة الحصول على قياس الأكسجين بالدم، أو محاولة القيام بمحاولات إضافية في المنزل.

عندما تكتشف تلك العلامات، فقد حان الوقت للذهاب إلى المستشفى، أو التواصل مع طبيب طفلك إذا كنت تعلم أنك ستتمكن من التواصل معه على الفور.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *