أعلن رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، عن تقديم ثلاثين مليار دولار كمساعدات لتعزيز التنمية في إفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وجاء هذا التعهد خلال مؤتمر للاستثمار الأفريقي تفتتحه اليابان في تونس اليوم السبت، في محاولة لمواجهة نفوذ منافستها الصين التي نمت بشكل مطرد بصمتها الاقتصادية في القارة.
وتأتي القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا “تيكاد-8” أيضا في الوقت الذي تعزز فيه بكين نفوذها في القارة من خلال مبادرة البنية التحتية “الحزام والطريق”.
ومن المتوقع أن يحضر القمة التي تقام في العاصمة تونس، نحو 30 رئيس دولة وحكومة، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية متفاقمة.
وفي خطاب له، أكد كيشيدا على أن اليابان ستنمو جنبًا إلى جنب مع إفريقيا، فيما يعد على النقيض من نهج الصين الذي يرى منتقدوه أنه أثقل كاهل الدول الفقيرة بالديون.
وقال كيشيدا في كلمته أمام القمة اليابانية الإفريقية في تونس، إن طوكيو ستعمل على ضمان شحن الحبوب إلى إفريقيا وسط نقص عالمي.
وأضاف في الخطاب الذي ألقاه عبر الإنترنت، نظرا لإصابته بكوفيد -19 “إذا تخلينا عن مجتمع قائم على القواعد وسمحنا بتغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن بالقوة، فإن تأثير ذلك لن يمتد عبر إفريقيا فحسب، بل في جميع أنحاء العالم”.
وأكد كيشيدا إن الـ30 مليار دولار ستُسلم على مدى ثلاث سنوات، ووعد بمبالغ أصغر للأمن الغذائي بالتنسيق مع بنك التنمية الأفريقي.
وقالت وزارة الخارجية اليابانية إن المؤتمر ينعقد وسط بيئة دولية “معقدة” سببتها جائحة فيروس كورونا والحرب في أوكرانيا.
وتمنح هذه القمة الرئيس التونسي قيس سعيد أكبر منصة دولية منذ انتخابه في 2019، وتأتي بعد إجراء تغييرات حصل بمقتضاها على سلطات واسعة، من خلال استفتاء دستوري، وهي خطوة يصفها منتقدوه بأنها انقلاب.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الياباني، قال وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، إن تونس ملتزمة بالديمقراطية، وهو الأمر الذي شكك فيه منتقدو سعيد.
وأثارت القمة خلافا بين تونس والمغرب، إذ تسبب قرار سعيد دعوة جبهة البوليساريو، التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، في إثارة حفيظة الرباط، التي تعتبر الصحراء الغربية تابعة لها.
واستدعى المغرب وتونس سفيريهما من البلدين للتشاور. وقالت الرباط إن قرار دعوة زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، اتخذ ضد رغبة اليابان. ولم تعلق طوكيو على الأمر بعد.
وتعصف بتونس أزمة اقتصادية كبيرة، جعلتها بحاجة إلى دعم مالي في الوقت الذي تواجه فيه أزمة في المالية العامة، تفاقمت بسبب الضغط العالمي على السلع الأساسية.
واصطفت المركبات في طوابير طويلة هذا الأسبوع في محطات الوقود وسط نقص في الوقود، وبدأت المتاجر في وضع حصص لبيع بعض السلع.
تأمل السلطات التونسية أن يستفيد اقتصادها المتعثر من استضافة المؤتمر من خلال جذب الاستثمارات اليابانية ، لا سيما في قطاعات الصحة والسيارات والطاقة المتجددة.
التعليقات