هناك العديد من الألغاز التي لا تزال قائمة في الطب، ومن ضمنها التثاؤب، وكل ما يحيط به من ألغاز، لاسيما لجهة “عدواه”.
ولعل العديد من الأشخاص تساءلوا لماذا نتثاءب وهل التثاؤب فعلاً معد؟
للإجابة على هذا السؤال هناك عدد من النظريات، رغم أنه لا يتوفر إلا القليل من البحث الجيد حول هذا الموضوع.
مع ذلك هناك العديد من الأسباب المتفق عليها للتثاؤب، وفق تقرير نشر على صفحة جامعة “ساوث كارولينا” في الولايات المتحدة.
هل هو معدٍ؟
أولاً، هناك سبب للتثاؤب لا جدال فيه وهو التعاطف الاجتماعي، فإذا رأيت شخصاً يتثاءب، أو إذا قرأت عن التثاؤب (مثل قراءة هذا الخبر الآن) قد تتثاءب حالك كحال آخرين أيضاً.
تعبيرية (آيستوك)
كذلك أثبت علماء النفس أنه كلما كنت أكثر تعاطفاً، زادت احتمالية التثاؤب لديك أو “العدوى” عندما يتثاءب شخص آخر مثل فرد من العائلة أو صديق.
ثانياً، عند تغيير الارتفاع بسرعة كما هو الحال في الطائرة، سوف تتثاءب طواعية (عن قصد) وأيضاً تتثاءب لا إرادياً (وليس عن قصد) لمحاولة معادلة الضغوط داخل أذنك، وهو سبب مقبول للتثاؤب.
النعاس أو الملل
إلى ذلك، من الواضح أن التثاؤب يرتبط بالنعاس والملل. ومع ذلك، من المفارقات تقريباً، يُفترض أن التثاؤب ليس علامة على النعاس أو الملل، ولكنه في الواقع رد فعل لا إرادي يحرضه عقلك على إيقاظك أو جعلك أكثر يقظة.
كما يرتبط ببعض الهرمونات التي يتم إفرازها والتي تزيد من معدل ضربات القلب واليقظة لفترة وجيزة.
تعبيرية (آيستوك)
ولعل السبب الذي يجعل المرء يتثاءب عند التعب أو الملل هو محاولة الجسم لإبقائك يقظاً ومستيقظاً ولو لفترة وجيزة فقط.
ويرتبط ذلك بظاهرة شائعة تتمثل في التثاؤب عند الاستيقاظ بعد النوم أو القيلولة. وهذا دليل آخر على أن التثاؤب هو تحفيز واستثارة لا إرادية وليس العكس.
تبريد الدماغ
أما النظرية الأخيرة فهي أن التثاؤب هو رد فعل يساعد في تبريد الدماغ الدافئ. وهذا غير مثبت، وعلى الرغم من وجود بعض الأمثلة على التثاؤب في السيناريوهات المتعلقة بالحرارة، فإن التثاؤب ليس شيئاً نراه عند ممارسة الرياضة أو اللعب في الشمس.
ومن الناحية الفسيولوجية، يمكن أن تؤدي الأنفاس العميقة والفم المفتوح إلى تبريد الدماغ قليلاً، لكن الدليل على أن هذا سبب حقيقي للتثاؤب ليس مقنعاً.
في الأثناء، هناك نظرية منطقية ولكنها غير مؤكدة حول سبب التثاؤب وهي تحسين الأكسجين في الدم أو إزالة ثاني أكسيد الكربون.
تعبيرية (آيستوك)
ويبدو هذا منطقياً لأن التثاؤب يجلب المزيد من الأكسجين مع التنفس العميق ويزيل الزفير ثاني أكسيد الكربون أكثر من التنفس المعتاد، لكن البحث عن طريق وضع الناس في بيئات منخفضة الأكسجين أو عالية ثاني أكسيد الكربون لا تسبب التثاؤب.
يشار إلى أن التثاؤب هو رد فعل طبيعي عند معظم الناس مع ذلك إذا كنت تعاني من التثاؤب المفرط دون سبب واضح، فمن الحكمة زيارة طبيبك والتأكد من عدم حدوث أي شيء غير طبيعي.
التعليقات