علي ضاحي – الديار
فتحت نتائج العدوان الاخير للعدو الصهيوني على غزة واستهدافه العديد من قيادات حركة الجهاد الاسلامي العسكرية والميدانية في الضفة الغربية وغزة، الباب امام العديد من التساؤلات، لا سيما ان هناك مطبخاً سياسياً وامنياً وعسكرياً واعلامياً قاده العدو وانساقت اليه جهات محلية واقليمية وعربية ودولية، لتنسج “سيناريوهات” وتمنيات عن تفسخ الوحدة الفلسطينية وتشرذم الفصائل المقاوِمة وتشتتها.
وتكشف اوساط قيادية بارزة في محور المقاومة، ان لقاء كل من امين عام حركة “الجهاد” زياد النخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” صالح العاروري امس، بعد لقائين جمعا نخالة والعاروي على رأس وفدين قياديين، بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله (نخالة مساء الاربعاء الماضي والعاروي مساء امس الاول)، هو لتأكيد وحدة الساحات ووحدة المقاومة، ووضع حد لأي شائعات وتمنيات وسيناريوهات وتخيلات، هدفها القول ان العدو استطاع خلال عدوان غزة الاخير ان يفرق شمل المقاومة الفلسطينية وان يشرذم جهودها ويشتت قواها وحضورها واستعدادها.
وتشير الاوساط الى ان البعض أخذ على “حماس” ترك “الجهاد” وحيدة في المعركة ولم تتدخل بفعل الضغط القطري والمصري عليها للالتزام بالتهدئة مع العدو، وعدم جر غزة الى حرب طويلة وجديدة، كما تنتظر “حماس” المنحة القطرية لاعمار غزة والجهود المصرية لرفع الحصار عنها.
وتلفت الاوساط الى ان التوقف عند هذه الجزئية من هذه المواقف، يقود الى ان “حماس” تخلت عن “الجهاد” وتركت واجبها في المقاومة ونجح العدو في مخططه الخبيث، ولكن وبعد التدقيق والاطلاع من قيادتي “الجهاد” و”حماس” يتبين ان الاخيرة شاركت على “طريقتها” ومع باقي الفصائل في غزة في صدّ العدوان، وفتحت الطريق امام المقاومين للقيام بمهامهم وكان لها ادواراً معروفة من القيادتين.
وتؤكد الاوساط ان حركة “الجهاد”، وبعد معركة غزة الاخيرة اثبت “علو كعبها”، وانها اصبحت رأس حربة في المقاومة ضد العدو، وقادرة لوحدها ان تخوض معه حرباً وتكسبها، كما اثبتت قوتها وصلابتها وتجهيزها العالي في الميدان. وهذه القوة لـ”الجهاد” تضاف الى قوة “حماس” وحضورها لتصبح وحدة الساحات وتضافر الجهود لقوى المقاومة امراً بديهياً وتكاملياً.
واكدت الاوساط ان تكامل قوى المقاومة واستعدادها لأي حرب مع العدو محدودة او مفتوحة ونقل حزب الله المعركة الى داخل الكيان المحتل ان وقعت الحرب، كان محور لقائي السيد نصرالله بنخالة والعاروي، وتأكيد ايضاً على وحدة الصف الفلسطيني، والحفاظ على دماء القادة والشهداء والتزام بالوحدة الفلسطينية الداخلية وتماسك قوى المقاومة في وجه اي ضغط سياسي وعسكري وامني واعلامي.
في المقابل، لا تزال تهديدات العدو بالعودة الى سياسات الاغتيال والتصفية للمقاومين، هي التي تعد تجاوزات للخطوط الحمر المرسومة معه ، خصوصاً بعد انتصار 14 اب 2006 وصدور القرار 1701 ، وهي غير قابلة للتنفيذ على الاراضي اللبنانية، مع تأكيد المقاومة ان اي اعتداء او عملية ارهابية او اغتيال على الاراضي اللبنانية سيرد عليها من الاراضي اللبنانية، وان لا حدود او سقف لأي رد ضد العدو.
لذلك ترى الاوساط نفسها، ان العدو يحاول تسجيل نقاط داخلية ومعنوية له ولجمهوره وجيشه، وينفذ غارات على مواقع فارغة لفصائل المقاومة في سوريا، واحياناً يعتدي على الجيش السوري ومواقعه، وهو ما يستدعي رداً من داخل الاراضي السورية وداخل الاراضي السورية، وتقوم فصائل المقاومة بالرد كلما سنحت الفرصة.
ورغم الاحتمال الضعيف بذهاب العدو الى تصعيد خطير، عبر تنفيذ اغتيال لكوادر في المقاومة اللبنانية والفلسطينية على الاراضي اللبنانية، الا ان اليقظة والحيطة امران بديهيان والاجراءات الامنية والردعية حاضرة في كل ساحة وزمان.
التعليقات