شيّعت قوى الامن وبلدة بعاصيرالشوفية بتاريخ اليوم30-8-2022السفير المدير العام الأسبق لقوى الامن الداخلي اللواء الركن أحمد الحاج،في مأتمٍ رسمي وشعبي، حضره إلى جانب عائلة الفقيد، وفد ممثلوزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ضم كل من قائد معهد قوى الامن الداخلي العميد أحمد الحجار، قائد الدرك الإقليمي العميد مروان سليلاتي، رئيس الإدارة المركزيةوكالة العميد الركن حسين خشفة ورئيس وحدة شرطة بيروت وكالة العقيد أحمد عبلا،النائبين الدكتور بلال عبد الله واللواء أشرف ريفي، النائب السابق علاء الدين ترو، اللواء علي الحاج، اللواء إبراهيم بصبوص، وممثلين عن الأجهزة الأمنية وعدد من الفعاليات.
وبعد أن سُجّي جثمان الفقيد تحت حراسة ثمانية ضبّاط، وأقيمت مراسم التشريفات على وقع معزوفة الموت، عزفته مجموعة من عناصر موسيقى قوى الأمن، يتقدّمها حملة الأوسمة والأكاليل، ألقى قائد معهد قوى الامن الداخلي العميد احمد الحجار كلمةً باسم المديرية العامة لقوى الأمن، جاء فيها:”إلى روح السفير اللواء الركن أحمد عثمان الحاج رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، إلى أسرة الفقيد الكريمة، يفارقنا اللواء الركن أحمد الحاج رحمه الله تاركاً مسيرة حافلة بالإنجازات، وسيرة عطرة زاخرة بالصدق والنقاء، وميراثاً غنياً بالعلم والرقي. يفارقنا اللواء الحاج جسداً لا روحاً؛ فروحه الطيبة حاضرة فينا، وذكره باق في وجدان محبيه الذين عرفوه رجلاً معطاء، ضابطاً مقداماً، أبا مرشداً، ومعلما حمل الأمانة بإخلاص وظل حتى آخر أيامه نبراسا يضيء عتمة الطريق، وقدوة حسنة في زمن قلَّت فيه القدوات. لم يكن ضابطاً لامعاً مرصّع الصدر بالأوسمة والتنويهات فحسب، ولا دبلوماسيا زيَّن السيرة بالألقاب فحسب، ولكنه كان راية من رايات جيل التضحية والشرف والوفاء. رجلاً من رجالات لبنان العظام الذين حملوا رسالة الدولة في أصقاع العالم. في بعاصير من العام 1927 رأت عيناه النور، فتى حمل صولجان العزيمة في يد، ولواء الطموح في اليد الأخرى، فكان أن تقلّد السيف برتبة ملازم في الجيش اللبناني بتاريخ 9-1-1950، وتدرَّج في الترقيات حتى رقي إلى رتبة لواء بتاريخ 1-1-1980.رحلة كفاح طويلة بدءاً من المدرسة الابتدائية في برجا، وصولاً إلى نيله شهادات الدراسات العليا في العلوم الاقتصادية العامة، والحقوق، والتاريخ السياسي، والعلاقات الدولية المعاصرة … وهو ما صقل شخصيته الفذة، فكان أن لفت انتباه قائد الجيش الرئيس الراحل فؤاد شهاب، فأوكل إليه المهمات الحساسة. كثيرة هي المراكز الرفيعة التي تبوأها اللواء الحاج، وهي مناصب أساسية ومفصلية في تاريخ لبنان، أهمها أنه كان ضابطاً في الأركان العامة، وضابط ارتباط ورئيسا للغرفة العسكرية في القصر الجمهوري في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب، مهندس لقاء الخيمة التاريخي، قائد المدرسة الحربية، قائد معهد التعليم ومركز التدريب العسكري العالي، قائد قوات الردع العربية، سفيراً للبنان في بريطانيا وسفيراً غير مقيم في إيرلندا، سفيراً للبنان في روما، وهو من مؤسسيمنتدى سفراء لبنان ومؤسسة فؤاد شهاب ورئيسها الفخري. كما عيّن مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي من 14-4-1977 ولغاية 15-12-1982فكان قدوة في القيادة ورمزا للنزاهة والمصداقية والإخلاص وقدّم للمؤسسة إنجازات لا تعد ولا تحصى على الصعد كافة ما زالت آثارها وبصماتها واضحة حتى اليوم.
هذا كله غيض من فيض. فلائحة المراكز التي تبوأها فقيدنا الغالي قد تطول، ولائحة الأوسمة قد تطول أيضاً، من وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر إلى وسام الحرب إلى وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الأولى إلى وسام الجدارة من وزارة الداخلية إلى الوسام البابوي إلى مدالية فلسطين التذكارية، ولكنها كلها شهادة حق أنه كان رجل إنجازات لا مناصب، رجل تضحيات لا منافع شخصية. شهد اللواء الركن أحمد الحاج صراعات وتحولات عديدة في مسيرة حياته الحافلة بالعطاءات، وظل وفياً لقسمه، متمسكا بلبنان الواحد. لا العسكري منه حجب السياسي والدبلوماسي، ولا السياسي غيّب الوطني، فقد عرف كيف يوازن بينها جميعا، وظل حتى النفس الأخير رجل الوطن كله، لا رجل أحد.
فلك منا أيها اللواء الكبير كل التقدير والعرفان. تحية لروحك الطاهرة. عشت على الحق وتوفيت على الحق. أتقدم باسم معالي وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي وباسم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وباسمي الشخصي، بخالص العزاء والمواساة لعائلة الفقيد السفير اللواء الركن أحمد عثمان الحاج. نسأل الله له الرحمة والقبول، ولعائلته الصبر والسلوان”.
وقد تليت الصلاة على جثمان الفقيد، ليوارى بعدها في الثرى.
التعليقات