التخطي إلى المحتوى

ارتفع الطلب على جفت الزيتون كبديل عن الحطب في فصل الشتاء. كثر من أبناء النبطية ومرجعيون وقرى الشريط الحدودي بدأوا تخزينه بعد ارتفاع سعر صفيحة المازوت التي لامست الـ900 الف ليرة، وارتفاع متر الحطب الى 120 دولاراً.

عادة ما كان مزارعو الزيتون يتركون جفته في المعاصر، اذ لا قيمة له، غير أن الازمة الاقتصادية دفعت الناس لاستعماله كوسيلة تدفئة، ما رفع سعره، وان كان ما زال مقبولاً نسبياً مقارنة بأسعار الحطب والمازوت، والجفت يباع اما “مكبوساً” والقطعة بـ2000 ليرة، أو “فلت” والكيلو بـ5000 ليرة، وهي كلفة يراها ابو جرجس، ابن بلدة القليعة الجنوبية “مقبولة لا سيما وأنّ لا امكانية لشراء متر الحطب بـ120 دولاراً، فالمواطن يحتاج الى 3 أو 4 امتار حطب في فترة الشتاء، أي ما كلفته 450 دولاراً، في حين لا تتجاوز كلفة جفت الزيتون الـ 100 دولار بحدّها الاقصى”.

“يا مازوت مين يشتريك”؟ فهذه المادة التي كانت ركيزة التدفئة قبل سنتين تقريباً خرجت اليوم عن قدرة شريحة واسعة من الناس، ما حتّم اللجوء الى البحث عن البديل، فوقع الخيار على جفت الزيتون في المرتبة الاولى.

يتسابق الأهالي راهناً لتوفير جفت الزيتون، الذي يستخرج من الزيتون بعد عصره، ويُعدّ وسيلة تدفئة مهمة هذه الايام، وحوّلها كُثر تجارة مربحة. تحولت هذه الصناعة فرصة عمل اساسية ليوسف ولاولاده منذ قرابة السنتين، اشترى مكبساً للغاية وراح يحوّل الجفت حطباً، مؤكداً أنّ “الطلب عليه تضاعف مرّتين عن السنة الماضية، نتيجة عجز الناس عن شراء الحطب والمازوت”، وأنّ حطب الجفت “كان يشكّل مساعداً للحطب في التدفئة، الا أنّ الازمة الاقتصادية فرضته مادة اساسية لا بديل عنه وصناعته غير مكلفة، بل من أكثرها ربحاً”.

كُثر من مزارعي الزيتون يشترطون على صاحب المعصرة الحصول على الجفت الناتج عن عصر زيتونهم، خاصة وانّ هناك معاصر تشترط على المزارع أخذه مقابل خفض كلفة عصر الزيتون كمقايضة.

في زيارته الأخيرة الى دير ميماس، البلدة الاشهر بزراعة الزيتون، اكد وزير البيئة ناصر ياسين المساهمة في تطوير صناعة جفت الزيتون كصناعة صديقة للبيئة، وتحدّ من قطع اشجار المحميات والاحراج. وعود عوّل عليها يوسف كما كُثر اتخذوا من الجفت فرصة لعملهم “علنا نحصل على دعم لتطوير هذه الصناعة التي ستكون في المدى المنظور احدى اهم الصناعات البديلة للتدفئة”.

امام منعطف خطير يقف المواطن على ابواب الشتاء: إمّا البرد وإمّا جفت الزيتون، بعدما بات المازوت والحطب لمن استطاع اليهما سبيلاً، فالأزمة عرّت الناس ودفعتهم للبحث عن بدائل كانت خارج التداول قبل عامين تقريباً.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *