التخطي إلى المحتوى

استطاع الرئيس الصيني، شي جينبينغ، أن يفرض نفسه زعيما مطلقا لبلاده مع انتهاء فعاليات مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم، بيد أن ذلك تزامن مع تزايد الاحتجاجات ضده داخل وخارج البلاد، وفقا لتقرير نشرته شبكة”سي إن إن” الإخبارية.

وبدأت شرارة تلك الاحتجاجات قبل نحو أسبوع عندما علق شخص مجهول لافتتين على جسر سيتونج، شمال غربي بكين، تنتقدان شي وسياسته الصارمة الخاصة بـ”صفر كوفيد”.

وأظهرت صور وتسجيلات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دخاناً يتصاعد وراء الجسر، وذلك قبل أن تزيل السلطات المختصة كلمات الرجل.

وكتب على اللافتتين: “نريد طعاما لا اختبارات كورونا، ونريد الحرية لا الإغلاق، احتراماً لا أكاذيب”.

كما دعا إلى عزل “الديكتاتور والخائن (..) شي جينبينغ” مع عبارة “نريد تصويتا، لا شخصيات (مسوؤلين) صورية ونريد أن نكون مواطنيين لا عبيد”. 

ورغم أن السلطات الصينية سارعت إلى إزالة أو حجب أن صور أو مقاطع مصورة خاصة باللافتتين، بيد أن نطاق الاحتجاجات اتسع ليصل إلى مدن غير العاصمة بكين التي يوجد فيها ذلك الجسر.

وذكرت مجموعة VoiceofCN، التي تأسست في مارس 2020 وتضم مواطنين صينيين مجهولين يديرون حساباً مؤيداً للديمقراطية على تطبيق “إنستغرام”، لديه أكثر من 30 ألف متابع، أنها تلقت نحو 20 مادة تُظهر شعارات من الصين، غالبيتها في حمامات، أو نُشرت على لوحات إعلانية في مدارس.

وقال أحد المشرفين على المجموعة: “يعمل معظمنا أو يدرس خارج البلاد، ولكننا نشأنا جميعاً في الصين. ويرى معظم الطلاب الذين رفعوا اللافتات أنها وسيلة للتعبير عن غضبنا الذي قُمِع لفترة طويلة من الحكومة وأجهزة الرقابة”.

وتحدثت شبكة “سي إن إن” مع اثنين من المواطنين الصينيين كتبوا شعارات احتجاجية داخل الحمامات العمومية، ونصف دزينة من الطلاب الصينيين المغتربين، وضعوا ملصقات مناهضة لشي في حرم جامعتهم.

وقال الكثيرون إنهم صُدموا وتأثروا بما حدث على جسر ستونغ، وشعروا أن عليهم إظهار الدعم للمتظاهر الوحيد، الذي لم يعرفون من هو وماذا حدث له.

إلهام “رجل الجسر”

ومن المرجح أن يواجه ذلك المحتج السجن مدى الحياة، وقد أصبح يُعرف باسم “رجل الجسر”، في إشارة إلى “رجل الدبابة” المجهول الذي واجه سربا من الدبابات في شارع السلام الأبدي في بكين، وذلك في اليوم التالي لمذبحة “ميدان تيانانمين” في عام 1989.

وقلة من المحتجين يعتقدون أن أفعالهم السياسية ستؤدي إلى تغييرات حقيقية على الأرض.

لكن مع ظهور شي منتصرًا من مؤتمر الحزب مع احتمال حكمه مدى الحياة، فإن انتشار الشعارات المناهضة للرئيس، بحسب رأيهم، هو تذكير في الوقت المناسب بأنه على الرغم من سحقه المستمر للمعارضة، فإن الزعيم القوي قد يواجه دائمًا تيارات خفية للمقاومة.

وفي الخارج، أظهر بعض الطلبة الصينين شجاعة في نشر ملصقات تهاجم الرئيس الصيني، وذلك رغم المخاوف من كشف هويتهم وتعرض لملاحقة والسجن حال عودتهم إلى بلادهم.

وبين هؤلاء طالبة تدرس في بريطانيا، اختارت اسم جولي لوو، حفاظا على اسمها الحقيقي.

وكانت لوو علقت في جامعتها مصلقا يحاكي العبارات التي وضعت على جسر بكين مثل “الحياة ليست إغلاقا، والمواطنون ليسوا عبيدا، والتصويت بديل الديكتاتورية”.

وداخل الصين قال طالب، أطلق على نفسه اسم وو: “لقد شعرت بفقدان إحساس التحرر منذ زمن بعيد.. ففي هذا البلد الذي تسوده رقابة ثقافية وسياسية شديدة، لا يُسمح بأي تعبير سياسي عن الذات”.

وتابع بعد تدوين احتجاجات عبر مواقع التواصل: “شعرت بالرضا لأنني، ولأول مرة في حياتي كمواطن صيني، فعلت الشيء الصحيح من أجل الشعب”.

واعتبر تشن تشيانغ ، وهو خريج حديث في جنوب غرب الصين ، يشارك في تلك النظرة القاتمة – أن الاقتصاد يتعثر، والرقابة أصبحت أكثر صرامة من أي وقت مضى.

حاول تشن مشاركة احتجاج جسر تسونغ على  تطبيق “وي تشات” الذي يعد بمثابة تويتر في الصين، لكنه تراجع عن ذلك بسبب الرقابة الشديدة.

ويتابع حديثه: “قلت في نفسي لماذا لا أكتب الشعارات ببعض الأماكن البعيدة عن الرقابة، فدخلت مرحاضا وكتبت على أحد الأبواب نفس العبارات الاحتجاجية التي كانت على الجسر رغم شعوري الشديد بالخوف”

وزاد “(محتج بكين) ضحى بحياته أو بحريته مدى الحياة ليفعل ما فعله، وأعتقد أنه يجب علينا أيضًا أن نكون ملزمين بفعل شيءما”.

ووصف تشين نفسه بأنه وطني، مضيفا:  “ومع ذلك فأنا لا أحب الحزب (الشيوعي). لدي مشاعر  وطنية تجاه الصين، ولكن ليس تجاه الحكومة “.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *