على غير عادة كثير من مرضى السرطان، الذين يصيبهم اليأس بمجرد علمهم بإصابتهم بالمرض، كان للمواطنة سمية سيف الكعبي موقف آخر، انتهى بانتصارها على المرض، وإطلاق مبادرة لغرس الأمل في نفوس المصابين بالمرض الخبيث، أسمتها «جرعة سعادة».
بدأت معركة (سمية) مع سرطان الثدي قبل عامين، حينما شعرت بأعراض غريبة، أثبتت الفحوص لاحقاً إصابتها بسرطان الثدي، لتبدأ معركتها مع المرض بكل عزيمة وإصرار حتى تمكنت من السيطرة عليه كلياً والتعافي بشكل كامل. وقالت (سمية) لـ«الإمارات اليوم» إنها منذ بداية مرضها تقبلت الأمر بصدر رحب من دون خوف أو فزع، بل وأطلقت مبادرة «جرعة سعادة» لتقديم الدعم النفسي والمادي لمرضى السرطان، حرصت من خلالها على زيارة المرضى أثناء تلقيهم جرعات العلاج، وتقديم الزهور والهدايا والحلوى لهم وإقامة حفلات لإسعادهم، ودعمهم بالخطاب الإيجابي، لتحفيزهم على التغلب على المرض، إذ يعد العامل النفسي من أبرز معززات الجهاز المناعي. وذكرت أن المبادرة شهدت تجمعات لمصابي السرطان بمختلف أنواعه في أماكن عامة لتبادل الحديث والدعم النفسي، الأمر الذي كان له أثر إيجابي كبير في نفوسهم، مشيرةً إلى أن أكثر من 200 مريض شملتهم المبادرة.
وأكدت الكعبي، وهي زوجة وأم لثلاثة أبناء، وامرأة عاملة، أنها استمدت خلال رحلة علاجها طاقتها وقدرتها على التعافي من محاولة إسعاد الآخرين، والتخفيف من آلامهم، الأمر الذي مكنها من التغلب على المرض، ومساعدة كثير من المرضى على بلوغ مراحل متقدمة في رحلة التعافي.
ونصحت الكعبي النساء بالفحص الدوري للمرض، بدءاً من مرحلة العشرينات من العمر، وفي حال الإصابة بالمرض يجب البدء مباشرة في تلقي العلاج من دون أي تأخير، ومن دون اللجوء إلى أي طرق غير علمية لمواجهة المرض، منعاً لتدهور حالتهن.
وحصلت (سمية)، أمس، على جائزة «الأمل» خلال المؤتمر السنوي الثالث لجمعية الإمارات للأورام، سلمها لها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، عن دورها في متابعة مرضى السرطان ودعمها لهم نفسياً ومادياً.
ووجّهت (سمية) الشكر للجهات الصحية في الدولة، على توفيرها الأدوية والخدمات والكوادر الطبية المؤهلة، لعلاج كل أنواع السرطان، الأمر الذي أصبح يغني عن السفر للعلاج بالخارج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
التعليقات