ت + ت – الحجم الطبيعي
قد يكون مصور البورتريه الهندي، بريت يوداي، بين قلة من المصورين الذين يحفرون في قلب مدينة دبي بحثاً عن مشاهد تشبه لمحات من ماضيها، ففي صوره ما يُذكّر بدبي القديمة الهادئة البعيدة عن الصخب حينما كانت الحياة أكثر بساطة، تقول فيروز خان في مقال منشور في موقع «ذا فوبولوغرافر» الخاص بالتصوير، حيث نشاهد جمال دبي في ضوء جديد.
وقد أخذ المصور وقتاً لتحديد الأجزاء التي تبدو كبوابات إلى ماضي دبي، جامعاً صوراً عن المدينة يقول إن «كل ما فيها يتعلق بتكوينها في أضيق حدود». بدأ بريت التصوير الفوتوغرافي في عام 2015، بعد قضائه أكثر من عقد في الإمارات.وقد اكتشف الجانب الفني الخاص به في التصوير الفوتوغرافي أثناء تجوله في شوارع مدينة دبي. ولسبب ما لم ينجذب إلى جمال واجهاتها البراقة أو صور المدينة المعتادة مع لوحة ألوانها، بل اتخذ قراراً واعياً بتصوير فقط ما لفت نظره وتحدث إليه، وفي ذلك أدت الألوان دوراً مهماً. وقال إنه يفضل قيادة سيارته والتجول في مواقع معينة لتصوير أشياء ومشاهد تثير اهتمامه، لأن ذلك يمنحه فهماً أوضح للمحيط وكيف يعيش الناس في مناطق معينة.
كما تستوقفه لوحات الألوان المكملة، وأي شيء عتيق. ومن هنا يبدأ ثم يلقي نظرة على عناصر المشهد ويقرر موضوعه الرئيس. وبعد ذلك، كل شيء يتعلق بتكوين الصور في أضيق حدود مع التخلص من العناصر المشتتة للانتباه.
تُظهر صوره بأنه يهوى تصميم وجمال السيارات الكلاسيكية في دبي التي يضعها في قوالب فنية جميلة، تذكر بالمسلسلات التلفزيونية الأمريكية في السبعينيات والثمانينات، وهو لا ينفي تأثره من دون وعي بجماليات تلك الحقبة الماضية والتصوير السينمائي عموماً، ولكنه يؤكد أنه لا يقصد إظهارها بمظهر القرن الماضي. بل تكمن رغبته في تصوير العناصر والمشاهد في محيطه والتي تجذبه لاشعورياً.
ويجذبه طبيعياً تصوير الأماكن الأقل شهرة في دبي وإيجاد الجمال في المشاهد البسيطة، ثم تقوم لوحة الألوان وما بعد الإنتاج بنقل الصور إلى مستوى آخر. ومع وجود موضوع واضح خالٍ من العناصر المشتتة ودرجة لون متميزة قد تبدو صوره سريالية بعض الأحيان، من دون قصد منه.
التعليقات