الشارقة: محمود محسن
أن تشتهر مدينة بأحد المعالم يعني ذلك أن الأمر لا يتعدى سوى معلم واحد أو معلمين، إلا أن في الحديث عن إمارة الشارقة نجد أن الأمر مختلف كلياً؛ حيث تزخر بمواقع سياحية نوعية ذات طابع فريد.
ولعل أبرز ما يميز الإمارة الباسمة عن غيرها ما تضمه من مجموعة معالم تختلف بحسب الهدف الذي وجدت لأجله، فمنها التجارية والسياحية وأخرى دينية إلى جانب المعالم الدراسية، وتترك جميعها بصمة ترسخ في أذهان من حظي بزيارة أحد تلك المعالم، والتي تشهد بين الحين والآخر تزايداً وتنوعاً في أعدادها، ولا يقتصر التميز في الشكل الهندسي للمعالم فحسب؛ بل إن مسمياتها وحدها قادرة على جذب الزوار من المشرق والمغرب، ليجتمعوا على أرض ملتقى الثقافات، مكتشفين أحد أزهى المقاصد في قلب الشارقة، ويأتي في مقدمة المعالم فريدة الاسم والمعمار، أرض تحدها المياه من كل الأطراف وجدتها الطبيعة بجمالياتها، وطورت برؤى وفكر حاكمها، لتشرق مضيئة باسم «جزيرة النور».
فعلى ضفاف بحيرة خالد الشمالية، وتحديداً بقلب مدينة الشارقة تقع «جزيرة النور» على مساحة 45.470 متراً مربعاً، والتي طورت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بهدف إيجاد وجهات فريدة في الإمارة لربط الناس بالطبيعة، وإبراز القيم الفنية والأساليب المعمارية المميزة، بقيمة إجمالية بلغت 80 مليون درهم، لتراعي الوجهة في تصميمها المزج بين الثقافة والفنون والترفيه وسحر الطبيعة، ما جعل منها ملتقى مثالياً للعائلات وعشاق الطبيعة ومحبي الأجواء الحافلة بالترفيه والثقافة والجمال.
وتنفرد الجزيرة بمزيج يجمع بين الحداثة المعمارية والجمال الطبيعي، وتمثل وجهة استثنائية ذات مناظر خلابة، وتضم إلى جانب بيت الفراشات، مقهى نور، وديوان الآداب، ومجسمات فنية متنوعة أبرزها «مجسم أوفو الفني» ومجسم «تورس»؛ وهي أعمال لفنانين عالميين تم اختيارها لتتناسب مع تصميم الجزيرة، إضافة إلى منطقة الألعاب، والإضاءة والمجسمات المضيئة، والبيئة النباتية، وتستقبل زوارها من خلال جسر خشبي انسيابي، تمتد على طوله إضاءة مبهرة، ويقود الزوار إلى داخل الجزيرة، ويضم نباتات مميزة تضفي طابعاً جمالياً عند مدخلها.
70 ألف نبتة
وجدت «جزيرة النور» لتكون وجهة عائلية ثقافية متميزة تجمع أفراد العائلة في أحضان الطبيعة، وتسلط الضوء على العناصر الطبيعية والقيم الفنية والجمالية والثقافية التي توفرها مرافقها المختلفة.
وتضم الجزيرة تشكيلة متنوعة من الأشجار والنباتات؛ حيث تمت زراعة أكثر من 70 ألف نبتة وشجرة، منها أصناف محلية وأخرى غربية، وبعض الأشجار كانت في أرض الجزيرة قبل تطويرها.
معالم فريدة
ويعتبر بيت الفراشات بسطحه المزخرف والمستوحى من الطبيعة أحد أهم مرافق الجذب في الجزيرة، يبلغ ارتفاعه 4 أمتار ونصف، ويضم مقهى خاصاً باسم «مقهى نور» الذي يتيح للزوار الاستمتاع بتناول المشروبات والمأكولات الصحية الخفيفة في أجواء مريحة وجلسات هادئة.
ويستضيف بيت الفراشات المئات من الفصائل التي تشمل نحو 20 نوعاً، تم جلبها من مختلف دول شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، إلى جانب عدد من الأنواع المحلية.
ديوان الآداب
وتضم معالم الجزيرة «ديوان الآداب»، ليتمكن الزوار من الاستمتاع بملاذ منعزل هادئ يسهل الوصول إليه، ويوفر ديوان الآداب للمقيمين والزوار فرصة الاسترخاء في محيط هادئ ومنعزل.
الشجرة المتحجرة والصخور الأحفورية، نقاط مضيئة ضمن جولة الموقع؛ حيث تعرض الجزيرة جذع شجرة متحجر يبلغ عمره نحو 35 مليون عام، ويزن نحو 1.5 مليون طن، يعود إلى جزيرة جاوا الإندونيسية، كما يقدر عمر الصخور الأحفورية المعروضة في الجزيرة ب 300 مليون عام، وتشمل الكريستال المضيء وحجر جمشت، اللذين جُلبا من البرازيل، وهما أقدم المعروضات عمراً في الجزيرة.
8 مجسمات فنية
تضم الجزيرة 8 مجسمات فنية صممها فنانون عالميون خصيصاً لجزيرة النور، كان أبرزها مجسم أوفو الفني، والذي أعدّته شركة «أكت» لتصميم الإضاءة، وعرض في أكبر مدن العالم، ويتميّز التصميم بشكله البيضاوي، وألوانه المحفزة للخيال.
أما مجسم تورس الفني الذي صممه الفنان العالمي ديفيد هاربر، ويتميز بشكله البيضاوي البسيط المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ (ستانلس ستيل)، فيعد مصدر جذب للزوار؛ حيث يعكس بأسطحه المصقولة واللامعة كمرآة، أضواء الجزيرة والمناظر الطبيعية المحيطة.
وجاءت بين تلك المجسمات أعلام «صور الرياح» الفنية، على هيئة رايات صممتها الفنانة النمساوية مونيكا جيلسينج.
إلى جانب تلك المجسمات تميز مجسم الفولاذ الفني، من إبداع إدغار تيزاك كونه على شكل طبق مزخرف.
وضمت معالم الجزيرة 16 عموداً فنياً من تصميم الفنانة سوزان شموجنر.
وتميز العمل الفني «الأرجوحة» للفنانة عزة القبيسي، بكونه عملاً تركيبياً مستوحى من تراث وثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة، ويستحضر فترة استخراج اللؤلؤ في مرحلة ما قبل النفط.
ممشى النور
تتميز الجزيرة بممشى طوله 3500 متر يتلألأ بإضاءات تختلف بحسب الوقت على مدار اليوم.
ألعاب ومتاهة
خصصت الحديقة لفئة الأطفال مساحة واسعة للألعاب يمكن لهم اللعب في أجواء طبيعية جميلة وآمنة، وممارسة رياضة التسلق على الحبال وسط الأعشاب وبين الأشجار، وصممت منطقة الألعاب وفق أعلى معايير السلامة؛ حيث تمت تغطية الأرضية جزئياً بالرمال والعشب، كما استخدمت أضواء لإنارة المكان مما يمكن الأهل من مراقبة أطفالهم وهم جالسون في أماكنهم.
وصممت حديقة المتاهة باستخدام جدران من الشجيرات الطبيعية، لتوفر للأطفال الذين يحبون استكشاف المتاهات فرصة العثور على المسار الصحيح في هذه المتاهة الطبيعية.
التعليقات