التخطي إلى المحتوى

تصدر وسم “لبنان بلد نفطي” قائمة الأكثر تداولا في لبنان بعد ساعات من توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين بيروت وتل أبيب رسمياً وتسليم الإحداثيات الجغرافية الجديدة للأمم المتحدة.

وتعوّل السلطات وشريحة واسعة من الشعب على وجود ثروات طبيعية من شأنها أن تساعد على تخطي التداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي المستمر منذ ثلاث سنوات والأزمة التي صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850. وقد بات أكثر من 80 بالمئة من اللبنانيين تحت خط الفقر.

وبعد أشهر من مفاوضات مضنية بوساطة واشنطن وخشية من توتر أمني، وقع كل من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة الإسرائيلي يائير لابيد، الخميس، رسالتين منفصلتين للموافقة على نص الاتفاق. وفي مقر الأمم المتحدة في جنوب لبنان، جرى تسليم الرسائل إلى الوسيط الأمريكي أموس هوكستين.

“فكرة السلام مع إسرائيل غير واردة”

وفي مقابلة أجراها مع قناة تلفزيونية محلية، شدد عون أن “فكرة السلام مع إسرائيل غير واردة وليس هناك أي اتفاقات سرية ونحنا مش رح نعملها بها لآخرة”.

جاء هذا التصريح، بعد أن اعتبر رئيس الحكومة يائير لبيد، الذي يواجه أزمة سياسية جديدة، الاتفاقية “إنجازا سياسيا، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره”.

“لبنان بلد نفطي”

وإثر إعلان الاتفاق، توالت منذ صباح الخميس التغريدات التي أشادت برئيس الجمهورية تحت وسم “لبنان بلد نفطي” وأكدت أن “عهد عون” حول لبنان إلى بلد نفطي.  

ونشر النائب اللبناني سيزار أبي خليل صورة وهو يقف إلى جوار الرئيس اللبناني، وأرفقها بالتعليق التالي: “بفضل عزيمتك، لبنان بلد نفطي!”.

بدوره، قال المخرج اللبناني رودني حداد عبر تويتر “الرئيس الوحيد في تاريخ الجمهوريّة اللبنانيّة الذي تجرأ على تغيير وجه لبنان الوهم إلى لبنان الحلم”. 

ودعا هادي صليبا في تغريدة المسؤولين اللبنانيين، إلى الإسراع في عملية التنقيب كي لا يبقى الانتصار الذي تحقق مجرد حبر على ورق: “مباركٌ على اللّبنانيّين التّرسيم! لكن من الضّروريّ الإسراع في عمليّات التّنقيب لمعرفة كمّيّة الغاز وحجم ثروتنا النّفطيّة؛ كي لا يكون انتصارنا ورقيًّا وحلمنا وهمًا، كي لا تكون إنجازاتنا حقول ماءٍ وثروتنا سمكًا”.

وكتب المواطن الكويتي نائل النعمان : “مرحبا بلبنان العزيز في اوبك +”. 

والاتفاق عبارة عن تبادل رسائل الموافقة على نص الاتفاق، بين لبنان والولايات المتحدة من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة ثانية، فضلاً عن رسائل تتضمن إحداثيات جديدة لخط الحدود تسلم إلى الأمم المتحدة.

وتسارعت منذ أشهر التطوّرات المرتبطة بالملف. وبعد لقاءات واتصالات مكوكية، قدّم هوكستين الذي تقود بلاده وساطة منذ عامين، بداية الشهر الحالي عرضه الأخير، وأعلن الطرفان موافقتهما عليه.

وفي إسرائيل، يأتي توقيع الاتفاق قبل أيام من انتخابات تشريعية هي الخامسة في ثلاث سنوات. وقد انتقد رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو الذي يقود المعارضة حاليا، الاتفاق.

أما في لبنان، تنقضي في نهاية الشهر الحالي ولاية عون. وفشلت محاولات البرلمان اللبناني أربع مرات متتالية في انتخاب بديل عنه في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية ومنطق التسويات. ويستبعد الخبراء أن ينجح في ذلك قريبا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *