لارا يزبك
المركزية- أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن “حزب الله ساهم في تغيير معادلات المنطقة، فتغيَّر الاتجاه من تثبيت الكيان الغاصب إلى مسار تحرير فلسطين، ومن تكريس التبعيَّة للغرب إلى استقلال الشعوب، ومن الإحباط والاستسلام إلى المقاومة وتحقيق العزة والكرامة”. وشدَّد امس خلال كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت في طهران، على “ضرورة وحدة المسلمين وتعاونهم، ودور قيادة الولي الفقيه كبوصلة لتعزيز المشتركات ورسم خطِّ السير الموحَّد”. وكان المؤتمر افتُتح بكلمة لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد ابراهيم رئيسي، وفق ما افادت الدائرة الاعلامية في “حزب الله”.
حديث قاسم عن “الولي الفقيه الذي يشكّل بوصلة”، يؤكد مرة جديدة، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان حزب الله الذي جاهر امينه العام السيد حسن نصرالله يوما بانه “جندي صغير في ولاية الفقيه”، يخضع لأوامر هذا “الولي” الذي يتحكّم وحيدا، بكل مساراته وتوجّهاته وقراراته، بغض النظر عن النتائج التي يمكن ان ترتّبها هذه “الأوامر” على مصالح لبنان والشعب اللبناني.
لكن اللافت في كلام قاسم كانت اشارته الى نجاح المحور الإيراني في “تحقيق العزة والكرامة”. فللتذكير، في لبنان، الشعبُ بكل طوائفه وأطيافه ومكوّناته، يعيش أسوأ أزمة اقتصادية ومالية منذ عقود، ليس فقط على الصعيد اللبناني بل على السلّم العالمي ايضا. في يومياته، طوابير كيفما التفتنا، ولا محروقات ولا خبز ولا طحين ولا أدوية ولا اتصالات ولا كهرباء، بالاضافة الى غلاء فاحش وانهيار مخيف في العملة الوطنية، وقد بات أكثر من نصف الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر وفق إحصاءات عالمية.
الوضع في سوريا، المنضوية ايضا في صف المحور الممانع، ليس افضل حالا. فاقتصادها يعاني من ضائقة شديدة بفعل عوامل عدة منها تهاوي قيمة العملة منذ عام 2019 . ويجري رفع الدعم عن سلع أساسية تدريجيا مع ارتفاع أسعار مواد مثل الوقود إلى مستويات غير مسبوقة. وعلى الرغم من أن انهيار العملة عزز القوة الشرائية من جانب المغتربين الذين يزورون البلاد وبحوزتهم عملات أجنبية، كان الاختلاف الذي طرأ على بعض البنود الأساسية محبطا.
اما في ايران، “أمّ” المحور، فالفقر ايضا شديد. وفيما يتحرّك الشارع بين الفينة والاخرى احتجاجا على الاوضاع المعيشية المزرية، ويُقمع من قبل السلطات، تُظهر آخر إحصائيات “مركز الإحصاء الإيراني”، ان معدل التضخم لمدة 12 شهراً (حتى الشهر الأخير من العام الإيراني المنصرف الذي انتهى في 21 آّذار 2021) بلغ 36.2% للأسر الحضرية في إيران و37.7% للأسر الريفية. وقال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام أحمد توكلي إن 60% من سكان إيران يعيشون تحت خط “الفقر الافتراضي”. وأوضح توكلي، وهو عضو سابق في البرلمان الإيراني، في اجتماع لـ”جمعية الطلاب الإسلامية” إن “الجوع والفقر في إيران أصبحا مهيمنين”. وأردف “عندما قرر البرلمان منح الدعم للفقراء، فقد أعلن أنه سيتم منحه الدعم إلى 60 مليون شخص، أي حوالي 73% من سكان البلاد، مما يعني أننا نعترف بأن 73% من الشعب الإيراني لهم الحق بتلقي المساعدات”.
فعن اي عزّة وكرامة يتحدث قاسم فيما الشعوب الواقعة تحت هيمنة المحور الإيراني تموت من الجوع والفقر وتعيش الذل امام الأفران ومحطات الوقود؟!
التعليقات