الرمال السوداء في مصر: احتفاء عبر مواقع التواصل بافتتاح السيسي مصنعا لها، فما هي؟ وما أهميتها؟

الرمال السوداء هي رواسب شاطئية تأتي من منابع النيل، وسميت بهذا الاسم لاحتوائها على كثير من المعادن الثقيلة، ولذا يغلب عليها اللون الداكن.

وتضم مصر 11 موقعًا تنتشر بها الرمال السوداء، بحسب تقديرات هيئة المواد النووية المصرية.

وبحسب الهيئة أيضا فإن الرمال السوداء “تعد ثروة ضخمة لمصر إذ تستخدم في 41 صناعة مختلفة تستخلص منها عشرات المعادن باستخدام أجهزة خاصة”.

وأضافت الهيئة أن “من أبرز المعادن الموجودة في الرمال السوداء: الإلمينيت، الزركون، الماغنتيت، الروتيل، الجارنت بالإضافة إلى المونازيت الذى يحتوى على مواد مشعة”.

وتعمل الدول على استخلاص تلك المعادن من الرمال السوداء لاستغلالها اقتصاديا وفي الوقت نفسه تطهير الشواطئ من المواد المشعة الضارة بالبيئة.

وتتواجد رواسب الرمال السوداء في مصر بكميات اقتصادية كبيرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وتنتشر بطول الساحل من أبي قير بالإسكندرية وحتى رفح بطول حوالي 400 كم، كما تتواجد في مناطق أخرى في جنوب منطقة برنيس وبحيرة ناصر.

وبعد افتتاح مجمع الرمال السوداء، بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بالحديث عن أهمية هذه الثروة، التي اعتبرها كثيرون “أغلى من الذهب”.

فقال محمد جابر: “رمال أغلى من الذهب، ينتج من الرمال السوداء 6 معادن رئيسية وهي الألمانيت والزيركون والجارنت والروتيل والمونازيت والمجانتايت، وكلها معادن ذات أهمية استراتيجية حول العالم، إذ يستخدم معدن الألمانيت في إنتاج التيتانيوم الإسفنجي وأجسام الطائرات والصواريخ والغواصات”.

وفي المقابل اعتبر آخرون أن “مشروع الرمال السوداء انتهى بعد الاحتفال بافتتاحه”.

فقال محمد الجوادي: “الفرق بين الشموع السوداء والرمال السوداء أن الفيلم الأول أثبت أنه قابل للحياة بينما مات الفيلم الثاني بعد ساعة من الاحتفال بعرضه”.

وشكر كثيرون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اذ اعتبروا أن المشروع “نقلة نوعية في مجال التعدين في مصر”.

فقال جمال رائف: “توافرت الإرادة السياسية فتحولت رمال مصر إلى ذهب، افتتاح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم لمصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس نقلة نوعية في مجال التعدين تضاف لما شهده هذا القطاع من انفتاح وتطور غير مسبوق”.

ومن جهة أخرى، انتقد كثيرون تصوير المشروع على أنه إنجاز للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بينما أول من عمل على هذه الفكرة هي حكومة الدكتور هشام قنديل.

فقال عبدالله ضيف: “الذاكرة القريبة تكذب حديث السيسي عن فكرة “الرمال السوداء”.. حكومة الدكتور هشام قنديل أول من عمل على هذه الفكرة وطرح محافظ كفر الشيخ في حينها كراسة الشروط للبدء في تنفيذها”.

وقالت وسائل إعلام معارضة إن السلطات المصرية في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي، قد شرعت في تنفيذ هذا المشروع قبل تولي الرئيس السيسي حكم البلاد.

وكان ذلك عقب إعلان محافظ كفر الشيخ، وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، سعد الحسيني، المعتقل حاليا، عن طرح مزايدة عالمية لاستغلال الرمال السوداء بمنطقة ساحل البرلس، وذلك باستثمارات قدرها 125 مليار جنيه (كانت تقدر حينها بنحو 21 مليار دولار).

ونشر معارضون لنظام السيسي صورا لمقال نشر في اليوم السابع بتاريخ 27 أيلول/ سبتمبر من العام 2012 عنوانه: “استثمارات ب125 مليار جنيه لاستغلال الرمال السوداء بالبرنس”.